ويخجل الحياء
يخجل الحياء عندما تجلس الفتاة وصوتها يسابق في العلو صوت ماكينة القهوة في الكوفي تعلو ضحكاتها وكأنها لا تجلس سوى في صالة منزلها.
يخجل الحياء عندما تكشف عن وجهها وترمق بنظرات الاحتقار كل منقبة مع محرمها وكأنهن يجلسن على رأسها وليس على مقاعد مقهى لهن الحق فيه مثلها.
يخجل الحياء عندما يستمر ذلك الأسيوي بتوزيع الابتسامات لـ فتيات جلستهن تدل على أنهن يجلسون في قهوة المعلمة عطيات... وأحلى تحية للقدعان. مهملاً البقية من الزبائن.
يخجل الحياء وبل ينكسر في عين كل أنثى ضربت بقواعد الشرع والعرف عرض الحائط وهي تخرج السيجار
وتنادي بعلو صوتها النادل لـ يشعل سيجارتها.بـ معنى من لم يرى عليه أن يرى أنا مدخنة وبـ فخر مدنس.
يخجل الحياء عندما تعتقد الفتاة بأن أسلوب الصراخ يثبت للجميع أنها فتاة لا يداس لها طرف وقوة شخصيتها ستجعل من حولها يحترمونها.
وليتها تكتفي بهذا إذ لم تكن تتلفظ بألفاظ بذيئة من الشتائم بقصد أن تحكي لصديقتها موقف حدث لها .
تجعلني اتحسر الف مرة على وجودي في ذات المكان.
الكل يعلم الآن أن حديث " صوت المرأة عورة" بـ أنه حديث ضعيف .
ولكن لا يعني هذا أن من حقها أن يعلو صوتها حتى من يجلس بالقرب منها لا يسمع غير حديثها.
وكأني دخلت المقهى ليس لتجاذب أطراف الحديث مع رفقائي بل معها هي فقط .
أي مجبورون على الإنصات ولو رمقتها بنظرة لربما استحت وأرخت القليل من صوتها . نجد أن وبكل وقاحة تقول:" وش فيه الناس يناظروني...مافي حد غيري هنا"
ولأني إنسانة ولله الحمد ربتني أمي على أن جمال المرأة في حيائها بحيث أخجل أن يعلو صوتي .
وأترفع عن فتح حوار مع مثل هذه الأشكال مما يجعلني أخرج من مكان لا يليق بشخصي.
وربما قهوتي لم تبرد بعد ناهيك على أن أكون أكملتها..
لـ قلت لها :" حقاً لا أحد هنا سواك...يقتل الحياء في خدره..وأي أنوثة فيك وصوتك مزعج أكثر من ماكينة القهوة"
""ما عاد فيه إناث""