[صبا الكادي]

عند مقتل القذافي كنت ما بين موجتين موجة العقل والمنطق تارة وموجة العاطفة وما تحمله من حزن وقهر كل إنسان ذاق الفجيعة والألم على يد القذافي.
نحن نسلم بأن ليس يحق لنا تحديد مصيره فيما بعد الموت ولكن ما نحن مستوثقين منه ما ذكر في هذا الحديث:
عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح ، وليحد أحدكم شفرته ، وليرح ذبيحته ) رواه مسلم
عند مشاهدة مقاطع اليوتيوب الخاصة بمقتله ، كان قلبي يعتصر ألما وخوفاً.
استصغرت الدنيا بعيني وكم هي أقل من جناح بعوضة لمن يعي أن لا أمن ولا أمان لها إلا من سكن الأيمان الحقيقي خلايا جسده وروحه .
تساءلت كثيراً لو عدنا للخلف سنة يا ترى ما كان حال القذافي وصحبه ممن اقتلعت الثورات جذورهم الرئاسية.
هل كان يعلم أو فكر بأن سيكون حاله في المجاري هل سيذوق الذل من أبسط مواطن ليبي لديه، هل سـ يخالج قلبه الخوف كما كان في نظرات عينيه.
من تنعم في باريس إلى روما ولندن وخلافه هل تخيل نفسه خلف القضبان يوماً.
سبحانه من يغير حال عباده إلى حال..مابين يوم وليلة اختلفت الأحداث.
وبسبب انقلاب عربة خضار بـ ظلم ، انقلب حال ممن كان يتربع عرش السيادة بـ ظلمه...

القضية ليست قضية شعب ورئيس، بل قضية راعي مسئول عن رعية ولو كان في ابسط الولايات على بشر.
يا مبدل أحوال العباد بدل حالي لـ الأفضل وبما يرضيك عني دنيا وآخرة..