أحلامي في كف أمي تربو
أظن بأن الأحلام معلقة على أهدابنا منذ ولادة أرواحنا في هذا الكون..
نتلقفها في محاجر أعيننا ونحن نيام ونصحو ونحن نستودعها قلوبنا.
حلم ٌ يغدو حقيقة ، وحلمُ يكفينا أن نراه في المنام ..وحلم نحلم أن نحققه يوماً ما
وحلم نخاف أن نحلم فيه فنفقد لذة الواقع..
لذا تنمو الأحلام مع أعمارنا تكبر دون أن تهرم..ومن شاخ كان حلمه أن يعود صغيراً.
بدأت الأحلامُ صغيرة على أهدابنا ونمت في صدورنا..نحتضنها بفرح بحزن المهم أن لا تهرب منا.
وأنا أحلامي نزعتها من صدري ووضعتها في كف أمي..ما تحلم به هي سعيتُ أنا لتحقيقه
سألت الله بصدق في سجودي طوال ليالي رمضان أن يسخر قلبي لها..
أن ينزع من صدري الأنا وأحلامي وطموحي ويملئه بحبها وأحلامها ورغباتها..
سألته أن يغمر روحي بالرضا مهما كانت قراراتي ضدي و منحازة لها..
في كل دعوة منها أشعر بأن أرتقي درجة في هذه الدنيا..دعوتُ الله أن يسخر قلبي لها فسخر قلوب البشر لي .
علمتني بركة أمي أن لا أقدم عليها أحد في الاهتمام..لا أنا ، لا صغيرتي ، لا أحلام ولا طموح .
فقط أمي هي الصدارة في حياتي.... ووجدت نفسي والله في صدارة حياة الكثير ممن هم حولي.
كيف لا وإن أرضيتها.. دعت لي الله يرضيك دنيا وآخرة
وإن أطعمتها.. دعت لي الله يطعمك من ثمار الجنة
وإن أسقيتها.. دعت لي الله يسقيك من حوض نبيه
وإن أسعدتها.. دعت لي الله يشرح صدرك ولا ينكد خاطرك
وإن اهتممت بأبسط شؤونها...قالت ما أقدر أعيش من دونك..الله يأخذ عمري قبلك..وكم تؤلمني دعوتها هذه...
وما هي أحلامي وطموحي أمام دعواتها وحبها لي..والله ولا شيء..
لذلك لم اشك يوماً بان أحلامي في كف أمي تربو وتنمو..ولو بعد الممات أجدها عند ربي في أعلى المنازل.
من كانت أمه على قيد الحياة فلا يفوت على نفسه بركة برها..اللهم ولا تحرمني من أمي واجعلها غيم خير استظل بظله في الدنيا والآخرة..