منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وحيُ النَّظرات..
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2011, 04:19 PM   #1
عبد الرزاق دخين
( كاتب )

افتراضي وحيُ النَّظرات..




قالتْ عيناها : ما خطبكَ يا أنت؟
قلتُ : أهشُّ على ظمأي بينَ الموارد / مُغرمٌ لَمَمٌ،
فابتسمتْ،
وانتشتْ غزلاً،
وارختْ شفتيها : هاكَ أشربْ.....،
فبلعتُ ظمأي،
وتذكرتُ طاولتي،
وفنجان القهوة.....
: تباً ما أبرد فنجاني!.....
يبدو أنَّ إبتسامتكِ قد وضعتْ فيه قطعةَ سكر.. أقصدُ قطعةَ بَرَدٍ من ثغرك؟!..
عادتْ،
وابتسمتْ بشفاهٍ سَكْرَى،
وتمايلتْ طرباً،
وارختْ مفاصلها،
ومضتْ تجرُّني بالنَّطراتِ إلى نزقِ نهديها،
وتلقي بي من شفيرِ الصَّدرِ،
وتقولُ لي :
الأشواقُ ترفلُ تحتَ ثيابي..
تشربُ عِطْري،
وتقتاتُ عظامي.....
هاكَ يا مجنوني..
مزِّقْ فستاني..
داعبْ نهديَّ..
ألثمْ حلماتي،
وتساقطْ مطراً..
تدحرجْ،
وتدحرجْ،
وتدحرجْ..
أغسلْ حُمْرَةَ عشقكَ بحميمِ بياضي،
وتنفسْ آهاتك،
ثمَّ تسلقْ،
وتسلقْ،
وتسلقْ..
تلوَّى،
كالثعبانِ على جسدي..
أطو كياني..
لملم وجداني..
أخرجني من كنفِ الحِرمان،
واجعلني حُوريتكَ في الجنَّة..
حرِّرني من رِبقةِ أشواقي..
حرِّرني،
فالشَّهقات مسكونة بالصَّمتِ،
والزَّفرات محبوسة في الغُنَّة،
ومضتْ تترنح،
وتترنح،
وأفاقتْ لشهقاتٍ مخنوقة،
ولعشبٍ قد غرقَ بمُصالة،
ثمَّ قامتْ تنفضُ سكراتي من تحت الفستان،
وتهديني،
كوداعٍ.. إبتسامتها الثِّملة،
وعندَ خاصرةٍ هيفاء.. قالت لي :
أراكَ هنا....، ومضت.

 

التوقيع


أعمى هو المساء الَّذي ليس فيه قمرًا.

عبد الرزاق دخين غير متصل   رد مع اقتباس