[فجر الجميري]

الجمعة 30 / 12 / 1424 هـ
كانت آخر ليلة يتنفس النقاء أنفاسه الطاهرة
هو رجل .. لكن ليس كبقية الرجال ..
لن يكرره القدر مرتين ..
هو رجل من العهد الثمين ..
لم يعرف لغير الصدق درباً . .
ولم تعجبه يوماً المهازل التي كانت تعرض على شاشاتنا ..!
كان مختلفاً .. وما زال مختلفاً ..
رغم السنوات الطوال .. كان بيننا بنصائحه .. بروعة ذكرياته
بجمال نفسه وكرمها ..
( محسن بن جابر الجميري ) إلى روحك الطيبة هذه البسيطة ..

لون البيَاض يصرّ دايم يرسمَك
هو نفس ذاك اللي يغطِّي لحيتَك . .
نبض الحروف أصغر من إنْها تكتبك ..:
توصف الشوق لعيونك ..
هيبَة الجلسة معك ..
وقولة شلونك .؟!

يوه جدِّي مرّت مع الذكرى سنين
وإنت في حضن القبر ..
واحنا نحتسب الصبر ..
يا عساك من السالمين ..
مدري كيفك ..؟ مرّ طيفك . . !
بعد 9 سنين من ذاك الخبر . .!!
الله يرحمك بغيابك . .
كنت شامخ في حياتك . .
ورحت شامخ . .
و ...
ورُوحتَك قِسمَة وقدر . .~


جدّ محسن /
كنت أكثر شخص طيِّب . .
كنت يا جدّي حبيّب . .
كنت أكثر شخص واثق . .
كنت "حَقّاني " ولاآ تعرِف تنافق .!!

لسّى أذكر قولتك : لا تلبسين
بنطلون الغرب لجل يِرخُوا الجَبين !
إلبسي "بلوزة طويلة" . .
كان ودّك تلبسين . .!!
إنتي إنسانة جميلة . . أحلى وأحلى
بتطلعين . .
إحنا مَ احنا غَرب إحنا مُسلمين . .~
كنت طفلة . . ما عطيت أفكاري مُهلة . .
ومن كبرت .. /
فهِمت دَرْسك . .
وأبشِّرك وإن كنت ميِّت . .
درسك الماضي فهمته بعد ما مرّت سنين !!

لسَّى أذكر ذكرياتك . .
وكل كلمة من شفاتك . .
أذكرك يومك تقول /

" يَا وَلَد يا بَدوي . . أعطِيني مُشُطي
أمشطْ بها قُصّتي . . وقُصّة ولدِي .." *

بنفس نبرتك الحزينة
وابتسامتك الجميلة . .


وأبتسم . .
من عمق قلبي أبتسم . .
وأقول - في قلبي - يا جَدّ :
بليز إتكلم بجِد . .
إنتَ ما عنْدَك شعَر ..
صلعتك هِيّ تميّزك !!

ما خبرت بيوم خلّيت الفجر . .
ودقّتك ع الباب وهمس بلا ضجر . .:
"يله صلّوا . . يله صلّوا
قوموا جنّتكم تناديكم فَلَبّوا . .!"

آتذكّر ايش . .
ولاّ أخلّي ايش . .!

كلك على بعضك مع نبضي تعيش ..
كلك على بعضك مع نبضي تعيش ..
كلك على بعضك مع نبضي تعيش ..


( يرحمك ربي )

* جُملته التي اعتاد ترديدها . .
مَن عاصَره ولم يحفظها لا أظنه حفيداً له . .