النِّسيان نعمة..و لكن هل ننسى حقا؟ أم أننا مع كل ذكرى تمزق شريانا نصنع لها ركنا ما؟
و على مرِّ السنين كم ركنا نهبُ للذكريات؟ و كيف تصبح أشكالنا مع كل هذه الأركان؟
أنا لا أعلم الكثير عن الكثير.. لكني أعرف أن من أسوأ الكذب؛ الكذب على النفس.
لهذا أنا لن أقول أنيّ تجاوزت ذكراكِ يا رفيقتي.. لكني فقط أهدئ الألم كلما استفاق على سقوط ركن ما و انتثار ذكرياته على عينيّ
إلى روحها التي ترافقني..
و إذا فاجأنا الحنين، ما استطعنا إغماض أعيننا إلا لتكون الصورة أوضح فقط..
و هل يظننا الحنين - يا تُرَى - ننسى؟
لو أننا ننسى فلمَ صوتي يرغب بالنداء، و يوقظ ذكريات أخرى لأجلك ؟!
صوتي الذي دفنته من سنين، و كتبته للماضي فقط.. استيقظ الآن يتمنى لو أنك عرفته.
و يا له من جميل هذا الألم لأنه علامة وجودك.
فليرحم الله روحك الطاهرة يا رفيقتي..
و ياريتني أشوفها تاني ولو صدفة في أي مكان*