*
كانت تضحك من أعماق قلبها حينما وصلت إليها رسالة عاجلة تفيد بأن عمتها تُوفيت إبان
معاناة طويلة مع المرض .. وألف علامة تعجب ارتسمت على وجهي حينها ..
كيف للمرء أن يضحك في حضرة الموت ..؟ وكيف لنفسه أن تستطيب الضحك وبالأعماق
غصة كُبرى ..؟!
والفاجعة الأكبر أنها لم تتقبل من أي احدٍ أن يقدم الواجب ويعزيها في وفاة عمتها لأنها
ببساطة لاتقبل بها عمّة .. فهذه العمّة تزوجت رجلاً لا يُحبذه والدها وظلّ الخصام بينهما
لسنوات اثر هذه الكراهية , وما اجتمعا في مكان واحد الا في " عزاء والدهما " الذي توفي
الأسبوع الماضي ...
بعض الخلافات رغم تفاهتها تخلقُ من المسافاتِ جسراً طويلاً يقطع ملامح الوصال
بين الإخوة والمعارف والأصدقاء !
ولو أننا نملك في أجسادنا عقولاً كاملة لما سمحنا لمثل هذه الخلافات أن تنزع
منّا سعادتنا ..
سعادتنا التي لن يطيب لنا تنفسها الا حينما نكونّ بين أحبتنا " اخوتنا " على
وجهِ التحديد 
!
سارة القحطاني