هي ذا حياة الأشباح يا عبد الرّحيم , نَخلو بأنفسنا لنعلن للمَدى حجَّة الوَهم القابع فينا , كم مرَّة جُبنا الأرصفة وكلمات الشرود تسحبنا إلى الظلام , وكم عانقنا من ضيعة الآثام مأولا ونحن أدرك خيبَة بفاجع ما يحدث بيننا , إنَّه لمن الحكمة أن يستطرد المرء بنفسه إلى سماءٍ أخرى غير تلك المعهودة بدون أنفاسٍ منعشة , إنّه لمن الخيبَة أيضا ً ان نشرب مِن كأس الحاضر غصبا ً بغصَّة قديمَة , وننسى ألحان الطيور في أفقنا العتيق , وأكواخ ذات يباس تفيح منها رائحة القهوة الجميلة , وحين اقتنصت العنوان " وجوه بتوقيت الارصفة " علمت أنَّ مخزون قصصك فاره , وأن رواياتك في نفسك مجيبة للصدى الصامت وأن خليلة القلب لها رياح عاتية تعتقك مِن الهرب إلى الوراء .
مثيرٌ للحفيظة الإنسية هذا الذي تسرده , وددت أن لا أنتهي من الكتابة في محفلك , بكلّ نثرك الحكيم وتطلّعاته الآملة لغدٍ مرح وأرصفة تتحدث لتعود ذات الشعور الذي يحكمك حين كنت وليدا ً , اسلوب شيّق وإدراك ببغية , يثمن عين الشُكر والتقدير . فشكرا ً جزيلا ً .