منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صفحات ملوّنة من أيام ( رفيق الشقا )
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-12-2007, 02:20 AM   #2
خالد العيسى
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الصفحة الأولى : (( السيجارة أهانت صاحبي . فكيف تصرّف ؟ ))




أحد أصدقائي , كان مدخنا شرها , لاينام إلا بعد أن يقفز صدره مئات المرات ساعلا من أثر


التدخين , فيالها من حياة بؤس كئيبة !!!




وجه شاحب , شفتان سوداوان , عيون ذابلة , وصحة عليلة , وفي تدهور مستمر , يعـــــــرف


يعرف السبب , وماهو فيه من عطب , لكنه كغيره ممن ابتلوا بهذه العادة السيئة , يقنعــــــــون


أنفسهم بأنهم ( لايستطيعون )



لم لايستطيعون ؟ لا أدري !!!




وفي ليلة من ليالي البرد القارس , كان صاحبي هذا عائدا إلى بيته من إحدى ليالي السمـــــر


مرهقا تعبا , أكبر همه وسادة , ولحافأ يقيه البرد , وبعد أن خلع ملابسه , وارتدى ثياب النوم


واسترخى , أخذ علبة السجائر ليدخن قبل أن ينام ( يالها من عادة !! ) وإذا بالطامة والمفاجــأة


لقد استهلك السجائر جميعها في ليلة السمر , ولم يبق في العلبة الا ثنتان , وهو لا يستطيع النوم


قبل أن يؤمن تموينا كافيا من هذا البلاء ..




قفز من فراشه فزعا مهرولا تجاه باب البيت ليخرج , ويمتطي صهوة جواد سيارته عله يجـــــــد


في هذا الوقت المتأخر من الليل محلا تجاريا , فيه بلاؤه , فانطلق مسرعا يحدث نفسه , مـــاذا


أفعل لو لم أجد تموينا هذه الليله , وجابت به الافكار يمنة ويسرة , كما تجوب سيارته شـــــوارع

مدينته النائمة




وبينما هو كذلك إذ بإحدى البقالات التي يهم صاحبها باقفالها , ففرح فرحا شديدا , وطلب من


صاحب المحل علبة من السجائر , ولما أحضرها له فوجىء بأن النقود في ملا بسه بينما هو خرج

بثياب النوم التي لم يكن فيها بالطبع نقود , والمسافة بينه وبين داره بعيدة نسبيا . فماذا يفعل ؟


وكيف يتصرّف ؟!


طلب من صاحب المتجر أن يعطيه العلبة , وسوف يحضر له ثمنها غذا , لكنه رفض رفضا شديــــدا

فترجاه , وأغلظ له الأيمان لكن دون فائدة !! فطأطأ رأسه مخزيا , وترجاه أن ينتظره حتى يحضر


له النقود من البيت , فوافقه مشترطا عدم التأخر .




فركب سيارته ,و اقفل راجعا إلى منزله , وبينما هو في الطريق , دار في قلبه عدة تساؤلات ؟؟؟


ماالذي فعلته بنفسي ؟ كيف أهنتها إلى هذا الحد ؟ واستعاد شريط المأساة منذعودته الــــــى


داره , مرورا بماحصل له من أحداث , إلى أن عاد إلى المنزل مرة أخرى





أسئلة , تساؤلات , محاسبة للنفس ......



فجاء القرار الحاسم ............



أتدرون ماهو ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!



لا للتدخين , لاعودة له , بل تعدى الامر إلى محاربتــــــــه !!!!!!!!!




إلى كل مدخن : هل تكونون مثــــــــــــــــــــل صاحبي !!!!!

 

التوقيع

‏عرفَ الأعداءُ أنّ الضميرَ العربيَّ يستترُ وجوباً بعدَ كلِّ فعلِ أمرٍ فقالوا :
- اقتل أخاكَ
-اسفك دمَكَ
ولتكن ثوراً في ربيعكَ الأحمر .

خالد العيسى غير متصل   رد مع اقتباس