3-
عَلمَتني المُدنُ فَنَّ الوِشايةِ
أنْ أُغلِقَ شَواطِئِها عَلى رَاحَتي
وَأفْتَحَ مَرَافِئِها عَلى الوُعودِ !
أنْ أُكيّفَ السَماءَ لِمطرٍ حَباتهُ
تَحتالُ فِي مَوسمٍ أخْضرٍ , لَا يَنكَفيءُ
عَنِ الرَبيعِ ..
أنْ تَغيبَ أعْشَابُها عَن مُزاوجةِ الأرْضِ
بِضعِ لَيالٍ , حتّى تَثور عَلى بَني فَصيلَتها
وَتكسبَ مَعركةَ الإخْضِرارِ ..
أنْ تَبوحَ لوائِحُ الشَوارعِ , بِصبرِ أعْمِدتها
وَضوءِ الإنَارةِ , وَهو مَصلوبٌ يَتيمٌ
بِلا فَراشَاتٍ تُغازِلُ لَونهُ الأصْفرُ
وَتُسلي وِحدتهُ !
أنْ أشمَّ الغُربةَ مِن أنفِ المَنفى
وأرْمي بِجسدي فِي وجهِ غيابِكَ
حتّى تُبصرَ ورقَ الذِكرياتِ اللائي
وَرثتهُن مِنكَ , وأنا لسْتُ أرملةً بعد !