منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صفحات ملوّنة من أيام ( رفيق الشقا )
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2007, 05:50 PM   #4
خالد العيسى
( شاعر وكاتب )

افتراضي


الصفحة الخامسة ((( حاتم الطائي .. يعـــــــــــود )))





في إحدى القرى القريبة من مدينتنا , حيث الأماكن التي لم

تغزوها حضارة العصر الماديّة , كما تمكّنت منا للأسف !!!




في هذه القرية , يروي لي أحد شبابها الذين أغرتهم الحياة المادية

حياة المدينة , والذي هاجر من قريته مع من هاجر إما طلبا للرزق

أو هربا من عادات وتقاليد لم تعد صالحة في زمننا العاثر ..




يقول لي : نتيجة وجود قريتنا على أحد الطرق الرئيسة التي

يمر بها المسافرون رواحا وغدوا , فقد فكّر أحد شباب القرية

في افتتاح مطعم لتقديم خدمة الأكل والشرب للمسافرين

طمعا في الرزق , وقد تبلورت الفكرة , وبدأ تنفيذها , وتكلّف

في تأسيس المطعم أموالا كثيرة كي يكون لائقا وليلقى

إقبالا من المقصودين به القاصدين له




وقد اختار هذا الشاب اسما لهذا المطعم وهو (حاتم الطائي )

وبدأ في التجهيز , ولما انتهى علّق لوحته بالاسم المذكور

وجلس خلف طاولته منتظرا زبائنه !!!




وبينما هو كذلك دخل عليه أحد أقربائه من كبار السن الذين

عاصروا زمننين (وإن لم يصح التعبير ) , وكانت علامات الغضب

بادية على وجهه , فبار صاحب المطعم بعبارات

ــ ماهذا الذي صنعت ؟

ــ أتريد فضيحتنا بين العرب ؟

ــ وا.. سواد وجوهنا بين الناس !!!

وغيرها من الكلمات التي وقعت على الشاب وقوع الصاعقة

كان يستمع لها صامتا والمتكلم كان هادرا بعباراته الجارحة !!

يستمع متعجبا مستغربا متفكرا بالأسباب منتظرا توقفه ليستيقن

الخبر ويفهم الأمر




تعب الرجل من كثر كلامه , فجلس ليستريح , فوجد صاحب

المطعم أنها فرصة ليسأله عن سبب كل ماقال !!!!!!

فبادره :

ــ ماالأمر ؟ ولم الولولة ؟ لم كل هذا ؟ أحصل مني مايعيب ؟

وكأنك زوّدت الرجل بالوقود ليقوم هادرا مرة أخرى قائلا :

ــ أتسأل عما يعيب ؟ ألا ترى أن العيب كله فيما صنعت ؟!!

فقال : صاحب المطعم : وما صنعت ؟

فقال له الرجل : تسمي مطعمك هذا باسم كريم العرب

( حاتم الطائي ) وتتقاضى مالا مقابله , وتقول ماذا صنعت ؟

ألا تراك جئت بكبيرة لاتغفر ؟!!




فهم الشاب صاحب المطعم موضوع الرجل .. وقال : ماذا في

هذا الأمر ؟ الأمور تغيرت ليست كما كانت سابقا ..

تأسف الرجل من قول هذا الشاب وقال له : لقد أضعتم كرامتنا

بتصرفاتكم الهوجاء والمصيبة أنكم لاترون فيها شيئا


اسمع : أمامك حل من اثنين :





ـــ إما أن تقدّم الأكل والشرب للمسافرين مجانا وبهذا يكون

حاتم الطائي راضيا وكل أهل القرية ..

ـــ وإما أن تغيّر لوحة دكانك هذه وتختار اسما يليق به

من أسمائكم ...


فاختار الشاب خيارا ثالثا : أتدرون ماهو ؟؟


إغلاق المطعم !! والهجرة مع من هاجر إلى الحضارة المزعومة



لكم تحياتي وتقديري

 

التوقيع

‏عرفَ الأعداءُ أنّ الضميرَ العربيَّ يستترُ وجوباً بعدَ كلِّ فعلِ أمرٍ فقالوا :
- اقتل أخاكَ
-اسفك دمَكَ
ولتكن ثوراً في ربيعكَ الأحمر .

خالد العيسى غير متصل   رد مع اقتباس