.
.
.
.
ابراهيم العنزي ..
صباح الياسمين .. موضوع جميل يا عزيزي ..
بدايةً .. !
أحب أن أشير إلى أهمية العلاقة بين الكاتب والقارئ ..
القائمة على نظرية التلقي التي ترتكز على المشاركة الفعالة بين المبدع والقارئ ..
بين النص والمتلقي .. فالفهم الحقيقي ينطلق من موقع المتلقي باعتباره المستقبل ..
الرئيسي للنص والمستهلك له .. والوعاء الحامل الذي سيحتوي ما سيجود به الشاعر
من خيال و فكر و ابداع .. وعلى إثر ذلك يقوم القارئ بعدة تفاعلات وعمليات ..
الهدف منها هو الوصول إلى بر الأمان في تأويل وتفسير ما يستقبله من الكاتب ..
فإما أن يلتقي مع ما كان يرمي إليه الكاتب من النص ويشعر به جيداً ..
وإما أن يقوم بتكوين معنى مستحدث جديد آخر من المعنى الأصلي يتناسب ..
مع مشاعره ووجدانه وحالته النفسية .. بل ويتناسب مع ما يرغب في فهمه ..
من النص من خلال الزاوية التي كان ينظر منها ..
# ما علاقة تلك الحقيقة الظاهرة في الكاتب .. ؟! وهل تمثل شخصية الكاتب بشكل عام
أم تمثل حالة مؤقتة يمر بها الكاتب أثناء عملية كتابة النص .. ؟!
الكاتب الجيد هو من يستطيع الانسلاخ من ذاته أثناء الكتابة .. ليعيش ويتعايش مع
الحالة التي يرغب في الكتابة عنها .. وليس بالضرورة أن تمثل تلك الحالة الكاتب بتاتا
فقد يضع نفسه أثناء كتابة النص في أماكن لا تخطر على بال أحد .. بل وفي بعض
الأحيان أماكن لا تصلح له ظاهرياً .. فنجده يتحدث على لسان تلك الحالة واضعا نفسه
في مكانها .. الكاتب البارع فقط هو من يشعر القارئ بالحالة التي تعتريه ويجعله يعيشها
إلى جانبه أثناء قراءة النص ويتذوق تفاصيلها جيداً .. !
# هل يوجد نص صادق وآخر غير صادق .. ؟!
الصدق أثناء عملية الكتابة .. نوعان .. :
(1) صدق واقعي أو حقيقي .
(2) صدق فني أو جمالي .
ومن يتذوق الأدب ويقوم بدراسته .. فإنه يعنى بالصدق الفني أو الجمالي لا الواقعي
حيث يلتمس القارئ من خلال هذا الصدق مدى براعة الكاتب في الوصف والتشبيه
واشباع لذة القارئ في دقة المعنى وبلاغة التصوير ..
شُكراً لكم جميعاً ..!