منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - { أنـثـَى قـآدمـَه مـَنْ زمـنَ آلـنـَقـآء ! }
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2012, 05:33 PM   #125
نجلاء حسن
( إحسآس آلنجلآء )

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


- " أنتِ لآ تحترمين رُجولتي " .. ، " أنتِ لآ تحترمين رُجولتي " ..
كانت هذه آخر عبارة تفوَّه بها ساخطاً مُنذ مُحادثتنا الأخيرة ولمْ أستطع حينها
أن أبادلهُ الحديث فقد كُنت حينهآ مُنهكةً حدَّ الإختناق ، وقد كانت
" وعكتي الصحيَّة " حينهآ كفيلة لئنْ تجعلُني أكتفي بِ الصمت و أُطالب
بِ إنهاء المُحادثة دُون أن أُبدي أي تعليقْ بما ورد في حديثهُ معي ،
ومنذُ ذلك اليوُم ولمْ تُبارح فكري التساؤلات .. منذُ تلكَ الساعة حتَّى
الآن ونبرتهُ القاسية مازالتْ عالقةً بِ أُذني ، تتبادرُ لِ ذهني كافة
التساؤلات ، والإحتمالات المُطلقة .. تُرى ماهُو مفهوم الرجُولة
لدى مُجتمعنا الشرقيَّ ؟ تُرى ماهي الإهانة التي يجد بأنها جرَّدتهُ
من جُلباب ذُكورته الشرقيَّة ؟ تُرى بأيَّ حقَّ أعلن ثورته الغاضبة
والحانقة عليَّ دُون أن يُمهلني فرصة لِ إستيعاب صدماتي المُتتالية منه ؟
تُرى هل " الإدَّعاء بِ الإنصياع المُطلق " ، والطَّاعة الحمقاء ،
والتبجيل الأخرق لِ الرجل يُشبَّع غُروره حدَّ الإفراط ؟
حتَّى وإن كانتْ الأنثى تختلقُ ألف أكذوبةٍ طمعاً في ربح وجودهُ ؟
تُرى هل " أخطأتُ " حينما تماديتُ ب مصداقيتي
معهُ وأعرضَّتُ عن مكائدُ النساء ؟ تُرى هل " أخطأتُ " حينما طهرَّتُ لساني
من مُراوغة النساءْ التي من شأنها أن تُشَّبع كبرياءهُ بِ إدَّعاءٍ كاذب ؟
تُرى هل يسَّتشعرُ الشَّرقيَّ " رجُولته " في ظلِّ حماقةٍ واهمة تستدرج بها
الأنثى عقليته السَّاذجة لمُجرَّد نيل إرضاءهُ ؟ تُرى هل المُعتقدات البالية ،
والأفكار الرَّجعية ، كانت كفيلةً بأن تُغذَّي رغبة الرجُل بِ السيَّطرة التامَّة ؟
تُرى هل تطمسُ وتبترُ تلكَ التقاليد القبليَّة حقَّ الأنثى في الدفاع عن موقفُها
عن فكرها طالما أنه يُخالف النهج الذُكوري المُقدَّس ؟
ومن بينَ ضجيج تساؤُلاتي التائهة إسَّتحضرتُ خيالاً تلكَ الأعوام
التي عشقتهُ بها بهذيان بجنونٍ لمْ تعهده الأرض في حكايا العاشقات
من قبلي ولا بعدي و مَ لبثتْ أنْ باغتتني " أدمعٌ " موَّجُوعة تصرخُ
بيني وبيني مُرددَّةً : حينما تجرَّعتُ في تلك الأعوام
من عشقك كُؤووس الخُذلان وكُنت في كُل مرة أتعاطى
صوتك الغائب عنَّي كَ مُهدَّئاً لِ سقم حنيني
وأعرَضت أُذني عن سماعِ كُل أصوات الرجال ،
وأحاديثُ الرجال عدآك .. ألمْ أكُن حينها أحترمْ وجُودكَ بين أعمآقي ؟
حينما كُنت في تلك الأعوام أغضُّ [ بصيرة قلبي ] عن الإنجراف
لِ عشق رجلاً سواكْ ، وأؤصدُ أبواب نبضي عنْ كُل خطوات الرجال
الذين يطرقُون أبواب حياتي وأكَّتفي بِ ذكرياتك القديمة كَ حصَّناً منيَّعاً
يقي قلبي من أن ينبضُ لرجلاً سواكْ .. ألمْ أكُن حينها أُقدَّر مكانتكَ
بدآخلي وأُعظَّمها أكثر ممَّا ينبغي عليَّ أن أحفظُها بدآخلي ؟
حينما كُنت في تلك الأعوام أهربُ من رتابة حُزني لِ أطيافكَ الراحلة ،
وأُفتَّش عن الحياة بين مُقلتيكَ الغائبة عنَّي ، وأُوصي كُل تفاصيلي الصغيَّرة
أن تظلَّ مُلكيةً خاصَّة أبديَّةً لكَ وحدك / مُحرَّمة على رجال العالمين
حتى يُلاقي جسدي حتفهُ الأخير .. حينما كُنت أسألُ الله ليلاً وفي كل صلاةٍ
على أن يحفظ قلبي من هوى كُل رجال الأرض عداك ،
ألمْ أكُن جديرةً بأنَّ تتخلَّى من أجلي عن كُل تلك المُعتقدات البالية
التي تُحيل بيني وبين مسافات الرجُوع إليك ؟
لمْ تكُن أكثرُ رجال الأرض إحساساً بيَّ لمْ تكنْ أكثر رجال الأرض عطاءاً
في عشقكَ ليَّ لمْ تكُن أكثر رجال الأرض أماناً ليَّ
من صقيع أحزاني ، ووحشةُ أيامي ، بلْ كُنت أكثرهُم قسوةً وإهمالاً ليَّ
وهبتني كسُورٌ لمْ تُجَّبر حتى الآن وهبتني جراحاً مازلتُ أسَّتشعُر أنينها
كلَّما تحسستُ قلبي وبالرغم من ذلك وهبتكَ " فرصةً "
وشرَّعتُ لكَ نوآفذُ غفرآني حتى وإن كُنت مازلتُ أثقُ بأنكَ
لن تستطيع أنْ تفي بِ عهُودكَ معي ، أحنُّ إليكْ لِ نبرة صوتك ،
لِ صدى ضحكتك ، لِ أنفآسُك ، لِ ضجيجُ أحاديثُك ، لِ غيَّرتكَ الجُنونيَّة ،
لِ كلمة أحبكِ التي تتسارع نبضاتي لِ سماعِها ، لِ تدليلكَ ومُناغاتكَ لي
وكأنني طفلتكَ المُدللَّة ، لِ همساتك وكلماتك التي أتمعَّن
في نُطقكَ لها بِ لهجتكَ القبليَّة وتخرُّ قوايَّ العقلية عند سمآعُها
وأُقبَّل سمَّاعتي الهاتفية بِجنوُن وكأنَّ صوتكَ خلق أبجديةٌ مُتفردة لمْ ترد
على كُل لُغات التاريخ بالرغُم من أنني أدرك بأنكَ تفتعل بعضُ الجدالات
السقيمة لتجد حُجَّةً لِ خطيَّئةُ غيابكَ الآثم ، بالرغم من أنني أدرك
بأن قِواكْ لا تتهالك في غيابي كما يفعلُ بي غيابكَ ويكسرُني حدَّ الإحتضار ،
صدَّقني سَ تجدُ من النساء من تُطيَّعكَ كذباً سَ تجدُ من النساء
من تُراوغكَ بِ أحاديثها المعسولة الفارهة سَ تجدُ من النساء
من تنصاعُ طوَّعاً لِ أمرُك دُون أن تحتاج لِ عناء الجدال ،
سَ تجد من النساء من تُشَّبع غُرورك الذُكوري بِ كيَّدها العظيم ..
ولكنكَ لنْ تجد من النساء من تُنبؤكَ عن يومياتها بِ براءة
وعفويَّة مُطلقة دُون أن تخشى أو تهابُ أمراً كونهَا لا تقوَى على
تنميق الأكاذيب أمام رجلاً جعلت منهُ أباً لها ،
صدقني لنْ تجد من النساء من تحفظكَ بين أعماقها كما حفظتكَ ،
وصُنتُ وجُودك في قلبي حاضراً وغائباً وكأنكَ كُل الرجال في كوني
لنْ تجد من النساء من ترمُقُ في كُل العابرين وجهك
وتُفتَّش عن صوتكَ بين كُل الضجيج المُحيط بها وتتشبَّث بِ عشقك
وكأنهُ طوَّق النجاة الأخير لها في الحياة وإن كُنت أنتَ من سلبتَ
منها الحياة وخلَّفتها لِ الموتِ " وحيَّدةً نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة " !!

 

نجلاء حسن غير متصل   رد مع اقتباس