دعني أتجرَّأُ لحظةٍ وأكذِبُ صِدقاً،
ولن أُقسِمْ؛
لأنَّ القلب وربَّ القلبِ يُصلِّي ..
دعني أمتصُّ هذا الوهم ثُم ألفِظهُ وتبقى أنتْ في صدرِي،
تسعى بين وريديّ بينما تُتَمتِم بقلبكَ الشَّفِيفْ:
لبيَّكَ ياقلبهَا
لبيَّك ياقَلْبهَا
لبيَّكَ ياقَلْبهَا .!
،
وحيثُ أنَّ حَقِيقةِ الأمر مُعاكِسَة ؛ بهُدوءٍ تَّامٍ تَقْتَرِبْ ، ترَانِي ولا أرَاكْ... ولاتيأسْ!
بل أنَّك تأتي من فجِّ أشتِياقكْ حثِيثاً إلى أعماقِ أحْتِياجِكْ ،
رُغْمَ إجْتِياحِ الوقتِ والمَسَّافةِ ، تُخبئني تحت مِعْطَفِك كأُمْنِيةٍ ثمينة،
تتكبَّد من أجلها حَنِيناً عناءْ الإنتِظَار، ولعنةُ المَقَاعِدِ والقِطَاراتْ،
تباتُ بعدها كُل الشَّوارعِ تعرفُكَ ، كل المَطَارات تألفُكَ ، كل الوجُوه سئِمَت نقْرَ نَظرَاتِكَ
باحثاً عن وَجْهٍ هو وجْهَةُ قلبكْ وقِبلتهُ الأولى،
كُلَّ الأعتَابِ والنَّوافذِ والمقاهي ، والدَّكاكين والباعة المُتجولين ،
كل الحدائِقِ والظِّلالِ ، كل نِزِارَياتْ نِزَارْ ، كل خرائط العالم وجُزره ،
كُلِ قَارئِيْ الفَناجِين وبائعِي الحظَّ ، وأولي النبوءت العمياء ،
وكُلِّي!
وأنت وحدُكَ تغرف من طيفي العابِر ،
تُجدل خصلاتي ، تبحث عن شعرتيّ البيضاء المَدْفونتَانِ في أقصَى سَوَادهِ،
ثُمَّ تهمسُ بصوتِ رخيمٍ وحزين بعد أن يتكوَّر طِيفي في ذاكرتكْ،
الليَّلُ ألتقى بالنَّهارِ ولم ألتقيكِ بعد..!
:
لبيَّكَ ياقلبي