أكتُب عن الحُب رغم عدم إيماني التَّام به، أكتُب عن رجُلٍ رغم أنهُ مجهولٌ وبلاهويّة ، أُعاتبهُ والغياب، أنتظرهُ وأتجرَّع حرَّ الشوق وأهوال اللهفة تلك التي لا يتذَّوق نيرانها إلاَّ بني الليل من آل العُشَّاق..!
أكتُبُ عن الأحلام وأنا التي بتُ ألتفتُ إلى الوراء واتساءل ؛ بماذا كُنتُ أحلم؟!
ولماذا في صغري كنتُ أرسمُ على الورق الغيمةِ البيضاء وشجرة الكرز والكوخ الخشبي الصغير ،والتلة البعيدة تلك التي غرستُ فوقها زهرة وحيدة ، ثم وبكل خفةِ أجرُّ بأصابعي الصغيرة ذاك النهر الجاري المُطل بجانب الكوخ ، ياتُرى لماذا كانت تستهويني هذه اللوحة البريئة؟! بماذا حقاً كُنتُ أحلم؟!
وحينما كبرتُ قليلاً نسيتُ الكوخ والشجرة والنهر،
وصرتُ أرسم البحر يمتد من يمين الورقة إلى يسارها ، وشمسٌ يائسة تختلس آخر ألوان السماء خلف مُؤخرة البحر في أعلى الورقة ، تغزُّل في كفِ البحر وشاحاً للغروب..!
لماذا ياترى؟!
من كان ينوي الرحيل ؟!
أنا؟! أم الشمس ؟! أم هم وهو؟!
والآن حين أكتُب ؛ أسأل أصابعي
من تكتُبين ؟! ولمن؟!