مَنْ مُبْلِـغُ المُلْبِسِينَـا ، بانتِزَاحِهِـمُ
 حُزْناً ، مَعَ الدَّهرِ لاَ يَبْلَـى وَيُبْلِينَـا
 
إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي مَـا زَالَ يُضْحِكُنَـا
 أُنْساً بِقُرْبِهِـمُ، قَـدْ عَـادَ يُبْكِينَـا
 
غِيظَ العِدَا مِنْ تَسَاقِينَا الهَوَى فَدعَـوْا
 بِأَنْ نَغَـصَّ، فَقَـالَ الدَّهـرُ آمِينَـا
 
بِنْتُمْ وَبِنَّا ، فَمَـا ابتَلَّـتْ جَوَانِحُنَـا
 شَوْقاً إلَيكُـمْ ، وَلا جَفّـتْ مآقِينَـا
 
نَكَادُ ، حِيـنَ تُنَاجِيكُـمْ ضَمَائِرُنَـا
 يَقضِي عَلَينَا الأَسَـى لَـوْلاَ تَأسِّينَـا
( ابن زيدون )