سيّد عبد الله بن سعد السهلي
وضعت أصبعك على الجرح ..... الموضوع نفسه كنتُ أحدث عنه شقيقتي بعدما كنا نتبادل أطراف الحديث عن انطباعاتنا حول آخر ما قرأنا من روايات حتى أنّها قالت لي يبدو أنّ نزعة هذا العصر هي جنسية بحتة ... قد يمرّ أكثر من قرن و يصنفوننا من الذين عايشنا هذه الحقبة الزمنية الغريبة.
قرأتُ هذه الفترة أكثر من رواية محورها (الجنس) .... قد أبدع بعض الكتاب في كتابة النصوص الإباحية و لكن من المؤسف أن تتصفح رواية تتألف من 300 صفحة كل مواضيعها جنسية عن الكبت و العادات السرية و الشذوذ .. كاللواط و السحاق ثم تخرجَ منه كما دخلته ! كتاباً قد تندم لأنّك ضيعتَ وقتك في قراءته .... دون أن تقرأ قضية إنسانية واحدة تجعلك تبعدُ الكتاب عنك كي لا تلطخه بدموعك .... كم نحتاج إلى مثل تلك الروايات التي تذهلنا ... مثل تلك الكتب التي تجعلك تتخذ قرارات مصيرية كي تغيّر حياتك كتاب تحفظه بمكتبتك كما لو أنك تحتفظ بكنز و كذلك تحتفظ به الذاكرة، من أبطال و تفاصيل و حتى عبارات ...
في هذا الزمن الذي تتحدث عنه يا صديقي حتى الرواية تعرّت من إنسانيتها لتغري القارئ بمجونها ! دون أن يعيش معها علاقة حب .. ترسخ في ذاكرته كلّ العمر طبعاً لا أعمم بكلامي و لكن أتحدث عن هذا النوع من الروايات التي تتحدث عنها
ما الحل ؟ أن نحارب هذه الكتابات بكتاباتنا و أن نترك إرثاً جديراً بالإهتمام لستُ ضد كتابة بعض النصوص الإيروتيكية لكن شرط أن تخدم سياق النص الروائي و لا تكون محور الرواية لتجردها من إنسانيتها و قيمها و قضاياها الهامة.
مودتي و إحترامي صديقي