إن الانسان في مسيرة وجوده على الارض دمر الكثير من المعاني و افسد مدلولها فأصبح في حاجة و جوع كبير إلى استبدال الكلمات و تزيين اشكالها
حين ارتبط التأديب بالضرب و القسوة ..استبدلناه بتطوير الذات؛كي يطبقه على نفسه من يستخدمه بتلك الطريقة العنيفة المتطرفة،بلا حرج و لا حساسية،حيث أن التأديب يترافق مع التعليم و كلاهما مستمران لحظة بلحظة مع العقل و القلب لتستقيم بهما الجوارح و ليس عملية مؤقتة و لا مختصرة على البعض دون البعض كما هو السائد و المعلوم في المجتمع.
و حين ارتبطت المحاضرات الدينية بتطرف بعض من اسندوا الى انفسهم فقط الاسلام و الدين اصبحت منبوذة و مجانية
لندفع المال لبرامج و تدريبات نفسية تحت مسمى الاتيكيت والتي أساسا تشريعاتها و أنبل طرائقها كلهما مستمدة من السيرة النبوية والارشادات الالهية في تعامل العبد مع ربه ثم بينه و بين الناس و البيئة و كل مفرداتها من حياة و جماد.
هكذا صرنا مضطرين عوضا عن بناء نماذج إنسانية تلغي تلك المفاهيم و ترسخها بصورتها الأجمل؛لصعوبة ذلك،
أجبرنا إلى تبديل المفردات بالمفردات الغربية الدخيلة على اخلاقياتنا اليومية المستهلكة لحد النفور و العطش للجديد و المستورد ككل
ادواتنا الاستهلاكية و غير المعترف بها حاليا لنجذب الناس إلى التسامي بنفسها الأجملــ و الأكمل
إلى الذوق و الأدب و حسن المعاملة خارج اطار ما ينفرون منه ..
اتساءل بعد 2014 ..هل يخلق جيل قوي يعيد للقديم هيبته؛محافظا على الهوية الاصيلة في استخدام المفردات اللغوية، و يعيد هدم و بناء نفسه على مكنونات محدودة و لكن قيمة دون اللجوء إلى الاستيراد الطاغي باستمرار.
اليوم :
بقلم : نون المرزوقي .