.
.
.

"رائحة الخوف"
بين بسمة نادلة المقهى اليتيمة
ونهاية فنجان قهوة كستنائية
تموت لحظات الوقت حرقاً
على أعقاب سجائر مستوردة
يا نزف النوافذ الباردة
يا صمت الأبواب الخشبية
يا مفاتيح الخلود التائهة
ويا ختم المواعيد المسروقة
يا عيون الخطى المتعبة
ومسارب الضوء المفقودة
وحنين المقابر لجسدٍ غضّ
نامت العيون وسهرت النوافذ
أشقى الليل نعاس الجدران
وغرز البرد سكّينه في جلد المدينة
خرساء كل الشفاه والمواعيد
حزينة رحلات قطار السادسة
وزلقة أخشاب السكة والأجساد
تهتز كأكوام لحم مثلجٍ بإهمال
أغمس أذناي في دنيا تتحدث
وأغمض عيناي والقلب يغنىّ
على ألحان جرحنا القديم :
"أحِنّ الىَ خُبز أمّي
وقَهْوة أمّي
وتكبرُ فيّ الطُفولَة
يوْماً علًى صَدر يوْم
وأعشَق عمْري
لأنّي إذاَ متّ
أخجَل مِن دَمعِ أمّي"
تنتهي القصيدة..
وأخرج عن النص لأزيد:
وأحنّ إلى قلبٍ أبيضّ يغيب
الصُبح عن أفق المدينة ولا يغيب
يحفظني كروح وأحفظه كجسد..!
\
