لست بلا خطيئة لأرميكِ بأول حجر، فقد طالما أسأت استعمال ما لا يحصى من نعم الله التى أسبغها علىَّ ، ليس ثمة غضب ،
وإنما هى الرحمة بكِ أخذت بيدى وجاءت بى إلى هنا .. والحق أقول إنى كنت قادراً على التقرب منكِ بكلمات الحب والهيام ،
إنما حرارة إيمانى هى التى قادتنى إليكِ ، إننى أشتعل بنار الإحسان ، و إذا كانت عيناك اللتان لم تتعودا النظر إلا إلى نقائص البدن
و عوراته تستطيعان أن تنظرا إلى الأشياء بحقيقتها الروحانية فلأظهرن إذن لكِ كغصن منتزع من تلك العليقة المشتعلة
التى أراها الله لنبيه موسى فى البرية ، ليعلمه الحب الصادق ، الحب الذى يشعلنا دون أن يبلينا ، فلا يترك جمراً أو رماداً ،
إنما بلسماً و عطراً يضمخان كل ما يتخلله إلى آخر الدهر .
أناتول فرانس - تاييس
مودتي