لم تنم المدينة فى تلك الليلة.. كل فرد فيها بات يفحص ذكرياته ويستعيد حادثة أو عدة حوادث، وقد يقوم إلى النافذة فيلقى نظرة على البحر. وارتفع القمر الوليد على الأفق الغربى بعد غياب الشمس وابتسم للمدينة ساعتين أو أكثر ثم هبط.. وظل الناس ساهرين.
كل منهم كان يريد أن يخرج إلى الشارع بعد مشرق الشمس مباشرة ليرى ماذا عسى أن يكون شكل هذا النهار.. هل سيكون يوما كبقية الأيام ترتفع شمسه على الأفق فى سكون طبيعى بلا جلبة ولا ضوضاء أم أن له طريقة أخرى؟ مما لا شك فيه أن الكواكب ستؤدى عملها بطريقتها التى لا تتغير.. لكن الناس هم الذين تغيروا.
محمد عبد الحليم عبد الله - سنوات عشناها
مودتي