آه من البطء! أول أعدائنا; ذاك الذى كان يغلّف جلودنا المقرّحة فلا يلتئم الجرح الفاغر إلا بعد وقت طويل; ذلك البطء الذى كان يجعل قلوبنا خافقة على الإيقاع العذب للموت القليل، كأن علينا أن ننطفئ كشمعة مضاءة بعيدا منا وتذوب بعذوبة الرَغَد.. غالبا ما كنت أتخيل تلك الشمعة المصنوعة لا من شمع، بل من مادة مجهولة توهم بالشعلة الخالدة، ستارة رمزية على بقائنا.. وكنت أتخيل أيضا ساعة رمل عملاقة، كل حبة رمل فيها هى برغلة فى جلدنا، قطرة من دمنا، جرعة صغيرة من الأوكسيجين نفقدها كلما انحدر الوقت نحو الغور الذى نقيم فيه.
الطاهر بن جلون - تلك العتمة الباهرة
مودتي