الفاضلة صفية عبدالله ..
إن الجمال حين يقرأ جملة واحدة .. تغيب الملامح الصغيرة لهذا الجمال ..
ونستطيع أن نقول لحديقة كبيرة .. بأنها جميلة .. ولكن لن ننصف الزهرة التي ترقص هناك ..
والورقة الخضراء التي تتثنى مع قبلة الريح .. ولا الأغصان التي تتعانق كموسيقى هادئة تتداخل
نغماتها وهمساتها .. ولا قرص الشمس وهو يغازل أعلى الشجر لعله يفوز برضاها فينجو من تهمة
الحر والقيظ ..
لهذا وبعد أن قرأت النص بكل مقاطعه .. رأيت أنه من الجمال بحيث لو كتبت عنه إجمالا
لظلمته .. وحتى لا أحرم نفسي من متعة القراءة فيه كل حين .. من أجل هذا اسمحي لي أن يكون
تعليقي وقراءتي لكل جزء على حدة .
فالجزء الأول .. وأنت تنتقلين بين حال القرية زمان وما طرأ عليه من تغيرات .. فتقولي في أوله :ـ
كانت أذني اليمنى مثقلة السمع تماماً بينما لم يكن يلج للأخرى سوى معزوفة صرصار المزارع ، وقد غطى السواد كل شيء من حولي
إلا هالة من نور انبثقت من أغوار قلبي الريفي وأحاطت بروحي
ثم تعودي للقول :ـ
أصبحت أذني اليسرى مثقلة السمع تماماً بينما يقتحم الأخرى قسراً طرق لصفائح من معادن ، و لأول وهلة بدأت أبصر السواد حالكاً و قد هالني ! فتحولت عن جنبي فلعلي باليمين أنجو ،
ولكن هيهات ..
فالظلمة قد أدلجت قلبي
تضاد في المعاني بين الفترتين .. تلائم شعور النفس في كل فترة .. والانتقال من الأذن اليمنى وعكسها له دلالته .. والنور والظلمة .. جميل منك هذا .. جميل جدا .
وهنا بعض الصور الجميلة في معناها أو تشبهها .. فكان رائعا هو الآخر بحضوره وموقعه .
و تتلو في أذنه خفقات قلبها تهويدة يرقد منها بسلام
كانت تزم آثار المطر وتحضنه حباً ثم يطيب لها العيش مع ورقة أو اثنتين تخرجان من رحمها..
بل بات فاجراً يراقص الحافلات والعربات بل وحتى الدبابات ؟ ويطرب بشتى أنواع الأبواق ، و لا يرقد إلا مع الشياطين .
ومددت أطرافي المتخشبة حزناً ثم تقوقعت
أما المقطع الأخير .. فتريدي الحق .. قد شوشني نوعا ما ..
أعطيتك ثلاثين ..!
ثلاثين ريالاً ،
فأعطني حبة و نصف".
كل التقدير لك .. وفخر لهذا الصباح أن ينال نصا كهذا ويتذوقه ..
ولي عودة بإذنه