أجد أفضل تعقيب عندي على موضوعك أو أن أحدثك عن نفسي - بعد إذنك بالطبع - ،
فصدقي أو لا تصدقي : ...
و فاطر السماء بلا عمد أن الجوال الذي أحمله حاليا وبجواري هو نوكيا " الكشاف " ؟
الحكاية ...
بأني لم أكن يوما من الشغوفات بالهواتف النقالة ، و ليس لدي أي حساب في موقع تواصل اجتماعي يكاد يذكر غير المنتديات ،
سوى من حسابات اعتباطية قد أنشأها حين حاجة أكاديمية و ما شابه ثم أنساها.
بيد أن حالي هذه لم تأتي من اعتباطية ؟
بل من رؤية عميقة خاصة بي .
أول جهاز ذكي جاءني هدية منذ 4 سنوات تقريباً، وهو في ذاك الوقت ملازما لخزانتي بلا شريحة و لا أشحنه طاقة و لا مالاً،
في أحيان نادرة جداً في الشهر مرة أخرجه حينما أضطر لذلك لسبب ما ، بينما أتخذ نوكيا الكشاف و للضرورة فقط كذلك ...
حيث أن نظام كليتي المحافظة يمنع الكاميرا داخل حرم النساء ، فعندما يعدن الطالبات يبدلن الشرائح في منازلهن ، أو تكن لهن
أجهزة بشرائح أخرى ، ...
في ذاك الوقت لم أكن مهتمة حتى باقتناء أي هاتف نقال حيث أفضل العيش مع الناس بكامل كياني وذاتي و جوارحي ، إنما وجدتني مضطرة في مواسم الدراسة لأسباب السلامة في الطريق و يعلم الأهل عن ذهابي وموعد وصولي ،
وكذلك للأغراض الأكاديمية ، فصرت آخذه معي إلى كليتي المحافظة وهو " نوكيا " وأعود به للمنزل وهو " نوكيا " و أخرج به للسوق و في كل مكان ،
حتى اعتدت على ذلك بطريقة ظريفة في أحيان حين يرن أو أخرجه من الحقيبة لاستعماله في مكان عام، و قد أجد نفراً ممن حولي ينظر إلي شرزاً أو بذهول خخخ...
فصرت حين الحاجة ألجأ إلى ركن قصي لا عدم ثقة بل رأفة أو احتراما للذوق العام ...- ما ودي أصدمهم خخخخ - .
" أنتِ من العصر الحجري "
سمعتها كثيراً من المقربين أو المقربات، - لأنني بالكاد يدرك شؤوني العامة -
و سواء بسبب جهازي الكشاف ، أم بسبب أنني لم أحمل في جهازي الآخر قط برنامج الواتس أب و لا غيره ،
و لا أدخل الفايسبوك و لا التويتر إلا عند الحاجة ، و ليس لدي أي حساب لا في الكيك و لا الانستغرام و لا الآسك ...
وكل أي من الهرطقات أو المسميات لسبل لا تزيدنا إلا " تفككاً " اجتماعياً.
المساحة الوحيدة التي لازلت متمسكه بها هي " المنتديات " ، ...
كيفما رأيت ووجدت أنها تشابه في غالبها الملتقيات الأدبية والعلمية على أرض الواقع ،
و تكون الكلمة فيها علنية عامة قابلة للطرق و السحب ، أعني الإثراء بالنقاش و الحوار حولها ...
دون أن تميل إلى الشخصنة كما في غيرها .
صدقتموني أم لا تصدقوني - حيث أعلم أنه قد يبدو مصادما لمنطق البعض ، ولو سلمت نواياهم -
يعلم الله أنني جادة فيما قلت لا هزل و لا كذب.
_________________________________________
* خدمة الاتصال قطعت عني أكثر من 3 مرات ، وبدلت كثيراً بين الشرائح بسبب طول مدة هجري عن استعماله ،
حتى سأم أهلي مني ، وصرت أحرص على الشحن وصرف الرصيد بين فينة و أخرى كي لا تنقطع الخدمة خخخ .
* أبشرك جهازي المعلق شبه المطلق في خزانتي ... قد هرب ! خخخ
أعني يبدو أنه سأم من الشقاء الذي هو فيه ، فضاع منذ قرابة الأسبوع أو أكثر.