مقالة رائعة من كبد حرى، قلوبنا طيبة و تنفعل مع الأمور بمرارة،
و يكأن الدنيا حين نرهن أنفسنا و نجعلها أسرى لــ "المقابل" تستشيط غيظا؛
لتسقينا المرارة تلو المرارة، تحلو الحياة بعطاء لا يستجدي المقابل،
مسؤولون نحن عن عطاءنا لا عن عطاءات الآخرين و لا نحاسب على ما بين أيديهم أو ما في نفوسهم.
أتخيل أن المدح جاء لتطييب خاطر، أو بعد زعل و تجريح، فعلينا ألا ننصدم بردود الأفعال المرة، و علينا الصبر و الاستماع و نكون قدها في الاحتمال، فنحن غالبا لا ندرك مدى الجرح و نزفه الا في قلوبنا فقط.
لو تسمح لي -تكرما- بهذه المداخلة عساها خفيفة ظل،
:
ما كان ليعرف لولا تلك التجربة المريرة،
و الله علام الغيوب و ما تجترح لنفسها النفوس،
لكل شيء ثمن..
و تستدعي نفوسنا الشفقة في طغيانها من مس شيطان، أو جهالة نفس،
تبقى الرحمة الباعث الأسمى لتعاملاتنا؛ لاستيعاب ما يكون منا و من الآخرين ،
رحمة بأنفسنا ليوم نحتاج فيه الرحمة و العفو و الغفران من رب منان،
و رحمة بقلوبنا مما تلاقيه من الآخرين أناسي و هوام أخرى.
و المسألة لا تستحق إلا ابتسامة رحمة في النهاية.
نتصدق بها على أنفسنا أمام موقف عابر لا يستحق المعاناة و المرارة.
و الله يعين المبتلين على هذه الأرض، و لا أحد سالم.
دمت في حفظ الله و رعايته في خير من يحبهم الله و يرتضي .
نــ ....