كلّ اللسانُ عن البيانِ، وأحجمَ البنانُ عنِ التبيانِ .. وصرتُ يتيمَ الحرفِ، لا نسيبَ يُدثّرني من زمهرير الفقدِ
ولا عفّة بوحٍ تبصّرني مواطنَ الاسترواحِ من لفيح الغدر وقساوةِ الغمر.
فبتُّ أستجدي الحرفَ أن يشاركني لحظةَ مُصافاةٍ، أتّكئ عليهِ لأصلَ عدوةَ عليا في القلبِ بعدوةٍ دنيا في النفسِ.
فلا هوَ يُجيبُ ولا إلى استعطافي يستجيبُ، كأنّي بهِ يُعاقبنِي أنْ فرّقتُ بينهُ وبينَ مواجيدي في انعطافةِ سبيل من سبلٍ
الحياةِ.
لا ألومهُ، فلهُ الحقّ في هجري، غيرَ أنّي سأجثو على ركبتيّ معلّقًا عينايَ إلى السماءِ مُتحسّسًا خيوطَ ضوءِ نهارٍ جديدٍ
يهُديني قريحةً أتخذُها معذرةً إليهِ، لعلهُ في لحظةٍ يُجافي الهجرَ ويصلُني.