منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( أبَجَدِيتهم ) .. الشعر باللغة العربية الفصحى
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2014, 10:53 PM   #16
عبدالله عليان
( كاتب )

افتراضي مناجاة : بك أستجير


[poem=font="simplified arabic,4,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]


بك أستجير ومن يجير سواكا = فأجر ضعيفا يحتمي بحماك

إني ضعيف أستعين على قوى = ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا

أذنبت ياربي وآذتنـــي ذنوب = مالها من غافر إلا كـا

دنياي غرتني وعفوك غـرني =ماحيلتي في هذه أو ذا كـا

لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا = بكريم عفوك ما غوى وعصاكا

يا مدرك الأبصـار ، والأبصار لا = تدري له ولكنه إدراكا

أتراك عين والعيون لها مدى = ما جاوزته ، ولا مدى لمداكا

إن لم تكن عيني تراك فإنني = في كل شيء أستبين علاكا

يامنبت الأزهار عاطرة الشذا = هذا الشذا الفواح نفح شذاكا

يامرسل الأطيار تصدح في الربا = صدحاتها تسبيحة لعلاكا

يامجري الأنهار : ماجريانها = إلا انفعالة قطرة لنداكا

رباه هأنذا خلصت من الهوى = واستقبل القلب الخلي هواكا

وتركت أنسي بالحياة ولهوها = ولقيت كل الأنس في نجواكا

ونسيت حبي واعنزلت أحبتي = ونسيت نفسي خوف أن أنساكا

ذقت الهوا مراً ولم أذق الهوى = يارب حلواً قبل أن أهواكا

أنا كنت ياربي أسير غشاوة = رانت على قلبي فضل سناكا

واليوم ياربي مسحت غشاوتي = وبدأت بالقلب البصير أراكا

ياغافر الذنب العظيم وقابلا =للتوب: قلب تائب ناجاكا

أترده وترد صادق توبتي = حاشاك ترفض تائبا حاشاك

يارب جئتك نادماً أبكي على =ما قدمته يداي لا أتباكى

أنا لست أخشى من لقاء جهنم = وعذابها لكنني أخشاكا

أخشى من العرض الرهيب عليك يا = ربي وأخشى منك إذ ألقاكا

يارب عدت إلى رحابك تائباً = مستسلما مستمسكاً بعراكا

مالي وما للأغنياء وأنت يا = رب الغني ولا يحد غناكا

مالي وما للأقوياء وأنت يا =ربي ورب الناس ماأقواكا

مالي وأبواب الملوك وأنت من =خلق الملوك وقسم الأملاكا

إني أويت لكل مأوى في الحياة = فما رأيت أعز من مأواكا

وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة =فلم تجد منجى سوى منجاكا

وبحثت عن سر السعادة جاهداً =فوجدت هذا السر في تقواكا

فليرض عني الناس أو فليسخطوا = أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا

أدعوك ياربي لتغفر حوبتي = وتعينني وتمدني بهداكا

فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي = ماخاب يوما من دعا ورجاكا

يارب هذا العصر ألحد عندما = سخرت ياربي له دنياكا

علمته من علمك النوويَّ ما = علمته فإذا به عاداكا

ما كاد يطلق للعلا صاروخه =حتى أشاح بوجهه وقلاكا

واغتر حتى ظن أن الكون في= يمنى بني الانسان لا يمناكأ

و ما درى الانسان أن جميع ما = وصلت إليه يداه من نعماكا؟

أو ما درى الانسان أنك لو أردت = لظلت الذرات في مخباكا

لو شئت ياربي هوى صاروخه = أو لو أردت لما أستطاع حراكا

يأيها الانسان مهلا وائتئذ = واشكر لربك فضل ماأولاكا

واسجد لمولاك القدير فإنما = مستحدثات العلم من مولاكا

الله مازك دون سائر خلقه = وبنعمة العقل البصير حباكا

أفإن هداك بعلمه لعجيبة = تزور عنه وينثني عطفاكا

إن النواة ولكترنات التي = تجري يراها الله حين يراكا

ماكنت تقوى أن تفتت ذرة = منهن لولا الله الذي سواكا

كل العجائب صنعة العقل الذي =هو صنعة الله الذي سواكا

والعقل ليس بمدرك شيئا اذا = مالله لم يكتب له الإدراكا

لله في الآفاق آيات لعل = أقلها هو ما إليه هداكا

ولعل ما في النفس من آياته = عجب عجاب لو ترى عيناكا

والكون مشحون بأسرار إذا = حاولت تفسيراً لها أعياكا

قل للطبيب تخطفته يد الردى = ياشافي الأمراض : من أرداكا؟

قل للمريض نجا وعوفي بعد ما = عجزت فنون الطب : من عافاكا؟

قل للصحيح يموت لا من علة = من بالمنايا ياصحيح دهاكا؟

قل للبصير وكان يحذر حفرة =فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟

بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام = بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟

قل للجنين يعيش معزولا بلا =راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟

قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء = لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟

وإذا ترى الثعبان ينفث سمه = فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟

وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو = تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟

وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت =شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟

بل سائل اللبن المصفى كان بين = دم وفرث مالذي صفاكا؟

وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا = ميت فاسأله: من أحياكا؟

وإذا ترى ابن السودِ أبيضَ ناصعاً = فاسأله : مِنْ أين البياضُ أتاكا؟

وإذا ترى ابن البيضِ أسودَ فاحماً = فاسأله: منْ ذا بالسواد طلاكا؟

قل للنبات يجف بعد تعهد = ورعاية : من بالجفاف رماكا؟

وإذا رأيت النبت في الصحراء يربو =وحده فاسأله : من أرباكا؟

وإذا رأيت البدر يسري ناشرا = أنواره فاسأله : من أسراكا؟

وأسأل شعاع الشمس يدنو وهي أبعد = كلّ شيء مالذي أدناكا؟

قل للمرير من الثمار من الذي = بالمر من دون الثمار غذاكا؟

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى = فاسأله : من يانخل شق نواكا؟

وإذا رأيت النار شب لهيبها = فاسأل لهيب النار: من أوراكا؟

وإذا ترى الجبل الأشم منا طحاً = قمم السحاب فسله من أرساكا؟

وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال = جرى فسله؟ من الذي أجراكا؟

وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج =طغى فسله: من الذي أطغاكا؟

وإذا رأيت الليل يغشى داجيا = فاسأله : من ياليل حاك دجاكا؟

وإذا رأيت الصبح يُسفر ضاحياً = فاسأله من ياصبح صاغ ضحاكا؟

هذي عجائب طالما أخذت بها =عيناك وانفتحت بها أذناكا!

والله في كل العجائب ماثل = إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟

يا أيها الإنسان مهلا مالذي = بالله جل جلاله أغراكا؟

حاذر إذا تغزو الفضاء فربما = ثآر الفضاء لنفسه فغزاكا؟

اغز الفضاء ولا تكن مستعمراً = أو مستغلا باغيا سفاكا

إياك ان ترقى بالاستعمار في = حرم السموات العلا إياكا

إن السموات العلا حرم طهور = يحرق المستعمر الأفاكا

اغز الفضاء ودع كواكبه سوابح =إن في تعوبقهن هلاكا!

إن الكواكب سوف يفسد أمرها = وتسيء عقباها إلى عقباكا

ولسوف تعلم أن في هذا قيام = الساعة الكبرى هنا وهناكا

أنا لا أثبط من جهود العلم أو = أنا في طريقك أغرس الأشواكا

لكنني لك ناصح فالعلم إن =أخطأت في تسخيره أفناكا

سخر نشاط العلم في حقل الرخاء = يصغ من الذهب النضار ثراكا

سخره يملأ بالسلام وبالتعاون = عالماً متناحراً سفاكا

وادفع به شر الحياة وسوءها = وامسح بنعمى نوره بؤساكا

العلم إحياء وإنشاء وليس =العلم تدميراً ولا إهلاكا

فإذا أردت العلم منحرفاً فما = أشقى الحياة به وما اشقاكا[/poem]

إبراهيم علي بديوي

 

عبدالله عليان غير متصل   رد مع اقتباس