*السجع
لغة : مِن سجع يسجع سجعاً بمعنى استوى واستقام وأشبه بعضه بعضاً .
وهو الكلام المقفى , ويقال سجّع تسجيعاً إذا تكلّم بكلام له فواصل كفواصل الشعر من غير وزن .
اصطلاحاً : اتفاق نهايات الجمل القصيرة والفقرات المتتالية في الحرف الأخير .
-وعرّفه جلال الدين القزويني بقوله :
هو تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف واحد مفسّراً به قول السكاكي : "الأسجاع من النثر كالقوافي في الشعر"
-فائدته :
يُشعِرُ المخاطَب أن المتكلم متمكّن مما يقول لأنه أحكم بناء كلامه وزيّنه .
يعطي إيقاعاً داخلياً موسيقياً أثناء الكلام
-أنواعه :
المطرف ـ الترصيع ـ المتوازي
ـ المطرف : اختلاف الفاصلتان في الوزن,
كقوله تعالى " ما لكم لا ترجون الله وقارا، وقد خلقكم أطوارا "
ـ الترصيع : إن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر مافيها مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية ,
كقول أبي الفضل الهمذاني
إن بعد الكدر صفوا ** وبعد المطر صحوا.
وقول أبي الفتح البستي- ليكن إقدامك توكلا وإحجامك
ـ المتوازي : خلاف الترصيع
كقوله تعالى " فيها سرر مرفوعة، وأكواب موضوعة "
وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أدرأ بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم " .
- وشرط حسن السجع اختلاف قرينتيه في المعنى كما مر،
قيل وأحسن السجع ما تساوت قرائنه,
كقوله تعالى " في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود"
ثم ما طالت قرينته الثانية,
كقوله " والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى "
أو الثالثة كقوله تعالى "خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه "
ولا يحسن أن تولي قرينة قرينة أقصر منها كثيراً لأن السجع إذا استوفى أمده من الأولى لطولها ثم جاءت الثانية أقصر منها كثيراً يكون كالشيء المبتور ويبقى السامع كمن يريد الانتهاء إلى غاية فيعثر دونها ,
والذوق يشهد بذلك ويقضي بصحته.
* وقيل :لا يقال في القرآن أسجاع وإنما يقال فواصل .
-والسجع غير مختص بالنثر ( يأتي غالباً فيه لكنه غير مختص به )
ومثاله من الشعر قول أبي تمام:
تجلى به رشدي وأثرت به يدي ** وفاض به ثمدي وأورى به زندي
وكذا قول الخنساء:
حامي الحقيقة محمود الخليقة مه ** دي الطريقة نفاع وضرار
وكذا قول الآخر:
ومكارم أوليتها متبرعا ** وجرائم ألفيتها متورعا