هآءٌ هَاهْ
أسّْمَعُ صَوْتُهَا
قَادِمُةٌ مِنْ زَمَنِ النّسْيَان
وَقَد تَدَثَّرَتْ بِعبقِ السّنِين
تَحْمِلُ ذكْرياتِها تِلْكَ التي لَمْ تَنْساهَا
تَمْتَطِي الأَحْلام
وتُعَانِقُ الريحَ
أَنظُرُ مَلامِحَهَا
غرِيبةٌ هِي ملاَمِحُهَا
كَأنْ لَمْ تَكُنْ
يَومَاً لِيَ الأَقرَب
ولَمْ تَكُنْ فَضَآءَيَ الأَرّْحَب
وَرِدَآءِي الَذِي بِهِ أَتَدَثَّر
إِيِهِ يَاَإِيِه
سَرَابُ الأَيامِ الْعَطْشَى
وَبَقَايَا الْمَنِّ والسّلْوَى
وَزَمَنُ التَيْهِ
الذِي أفّْنَى وَمَا أَبْقَى
لَمْ أَعُدْ أعْلَمُ مَنْ أَنّتِ !
غَرِيبةُ الملامِح
تآئهَةُ الخُطى
بَيَاضُ الأَيامِ إِتَّشَحَ سَوَادَاً
وطُيورُ الْفَرحِ هَاجَرتْ مِنْذُ زَمَنْ
وَهَاجَرتُ مَعَهَا
أُنّْشِدُ سيمْفُونِية إِلى أَيَنَ أَمْضِي
وَأَتَرَنَّمُ بِلَحنِ الْعَابِرِيِنَ إلَى حَيث لايعْلَمُون