منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - خـِزانه
الموضوع: خـِزانه
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2015, 04:11 AM   #34
عائِشة محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية عائِشة محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

عائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخام

افتراضي


منذ زمن و أنا أنشد عن هذا الإحساس. لن أبالغ في جماله لأنه ليس جميلاً، و لن أبالغ في وصفه أكثر من اللازم لأنه ليس إلا إحساس للراحة فحسب، إحساس للعبور وصولاً للمرحلة التالية ليس إلا..

هذا الإحساس الذي يصفى ذهنك فيه تماماً، من كل قلق دائم، من كل حذر مهلك، من كل ترقب لخطر واقع. هذا الشعور بالفراغ لساعات معدودة. هو ما كنت أنشد عنه لفترة من الزمن، لأرتاح قليلاً و لأبدأ في مواجهة العواصف القادمة من العيار الثقيل بقوة أثقل. لن أطيل المكوث مع هذا الإحساس، و إن حاولت فيه إطالة هو لن يستجيب. سيتلاشى حتماً و سيرمي بي في أول الطريق، و كالعادة الطفولية سأبدأ مرغمةً من جديد! لذا لن أطيل الاستلقاء عليه، هو مجرد إحساس للالتقاء الغائب، بين الروح و الجسد، بين العقل و القلب، بين المخ و الذاكرة، بين الإحساس و الشعور، مجرد جسر ماضٍ لا يحتمل الأوزان الثقيلة مثلي تماماً!
ما إن تشد على قدميك فوقه ينهار بك إلى الهاوية! إلى تلك النقطة التي أمضيتَ عمراً للمضي عنها. هو لا يحتمل وزناً ثقيلة و لا إطالة بطيئة، عليك أن تكون سريعاً فحسب، بالغ السرعة في الاستلقاء و المضي من عليه. هو جسر غير الجسور. معبر لغير الكسالى.

هذا الإحساس الذي لطالما بحثت عنه، لطالما سعيتُ وراءه من غير استدلال إليه، لطالما ركضت نحوه بلا هوادة، لا لجمال يبديه و لا لحب يهديه، بل لأتيقن تمام التيقن أن جهدي و تعبي لم يضع سدى، لأتمكن من الإدراك أني مضيت في الطريق الطويل، لأتأكد بالغ التأكيد أني تحركت عن النقطة التي بدأت من عندها. نعم بهذا الشعور أنا أعلم الآن أني قطعتُ كل هذا الطريق و وصلت للهدف الأول الغير الحقيقي. ذلك الهدف الذي ليس سوى نقطة وصلٍ بينك و بين هدفك الكبير.

الهدف الكبير، هذا الذي لم أسمع به منذ وقتٍ ليس بالقصير لكن وصلتْ ها هنا للسماع عنه! وصلتْ، نعم وصلتُ و صُلت.

 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس