إلى من لا يفقه كيف يعتذر!
أيتها المرأة التي أحب!
كنتُ البارحة ثائراً كبركان فقد أعصابة فأخذ يرمي
بكل ما في أعماقة من حنق مكبوت ...
و كنتِ تستمعين بصمت جريح و الدموع تسيل على المحيا الذي أعشق ...
و هدأ البركان .. و صحا الندم من كهفه تمساحاً رهيباً جائعاً
يمزقني على أسنانه المقوسة و يبتلعني قطعةً قطعة ...
ولم أستطع النوم ...
كيف أشرح لك أن غضبي لم يكن موجهاً إليك
ولكنه كان موجهاً إلى جراحي وهزائمي وإحباطاتي ؟
و أنت .. أيتها المرأة التي أحب .. أبصرتِ دون العالمين
تلك الآلام التي تنخر في روحي الآلام التي تقبع هناك
كمارد في قمقم ...
تعرفين ملاحم صراعي ...تعرفين كيف وجدت طعم الإخفاق
مراً ...و طعم النجاح أشد مرارة ...
تعرفين كم تعذبتُ في معركتي الطاحنة مع هذا التنين المعتوه
الذي يسمونه الطموح ...
رأيتِ الطعناتِ في صدري ..والضرباتِ في ظهري ...
قدرك أيتها المرأة التي أحب ..أن ألجأ اليك
ضاحكاً ...و باكيأ ...وغاضباً...
قدرك أيتها المرأة التي أحب أن تبتسمي لثورتي
كما ابتسمتِ لغزلي ..
أن تشهدي حماقة الطفل كما شهدتِ مواقف الرجل
تذكرين " قصة حب " ؟!
تذكرين العبارة الشهيرة التي أصبحت مثلاً:
"الحب يعني ألا تحتاج إلى الاعتذار أبداً "
أما أنا فأقول :
"الحب يعني ألا تخجل أبداً من الإعتذار "
يا أيتها المرأة التي أحب !
إني أعتذر !!
* غازي القصيبي (رسائل غازي ال100)