
وذات نهار من شهر رمضان سنة تسع وستمائة للميلاد
وهو في الغار جاء اليوم الموعود
يوم الوحي والاصطفاء
وجاءه الملك ولنصغ في خشوع الي الامين محمد
الذي صار في هذه اللحظة رسول رب العالمين
اهل اذن يوم الاصطفاء ودقت ساعته المجيدة
اعلنت السماء اذن مختارها ومصطفاها
الذي طال ترقبه وانتظاره
صدقت اذن كلمات الكتب ونبؤات الحنفاء والقديسين
وها هو في مكان منعزل عن صخب الحياة
في اعمق غور لاعلي جبل حيث اوى الي هناك
ناسكا طهورا يضرع الي ربه كي يدله عليه
يهبط عليه سفير السماء في جلاله حاملا نور الله
الي المتبتل الاولة وحاملا الي البشرية وثيقة رشد جديد
سيكون امامها فيه واستاذها ومعلمها حفيد ابراهيم
ودعوته وبشراه
بيد ان الافق يلتمع فجاءة بضياء عجيب فيرفع الرسول رأسه
ليرى فاذا هو هناك يملأ الافق في جلال مهيب نفس الملك
الذي كان في لحظات يملأ عليه غار حراء
تمخر الرعدة العذبة جسده من جديد ولا يدري ايان يسير
وصل الي داره والسيدة خدية تصغي له سيد المرسلين
قال تعالى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ
مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ
مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
