المماتنة هي مجاراة شعرية تجري على البديهة
يقول فيها أحد الشاعرين صدر بيت من الشعر يضيف اليه الثاني عجزًا من عنده،
وقد بدأ التحدي أمرؤ القيس فقال للحارث بن التوأم:
أحارِ ثرى بريقاً هب وهناً
فقال الحارث: كنار مجوسَ تستعرُ استعار
فقال امرؤ القيس: ارقت لها ونام أبو شريح
فقال الحارث: اذا ما قلت قد هدأ استطارا
فقال امرؤ القيس: كأن هزيأة بوراء غيب
فقال الحارث: عشار ولهٌ لاقت عشارا
قال امرؤ القيس: فمر بجانب العبلات منه
قال الحارث: وبات يحفر الأكم احتفارا
قال امرؤ القيس: فلم يترك ببطن السيء ظبياً
قال الحارث: ولم يترك بعرصتها حمارا
قال امرؤ القيس: فلما أن علا شرجي أضاخٍ
قال الحارث: وهت أعجاز ريقه فخارا
قال امرؤ القيس: فلم تر مثلنا ملكاً هماما
قال الحارث: ولم تر مثل هذا الجار جارا
فاعترف امرؤ القيس بالهزيمة وآلى الا يعارض بعد اليوم شاعرًا
والسبب أن معاني الحارث كانت أمتن وأقوى من معاني امرؤ القيس،
وذلك ان امرؤ القيس كان له السبق في البدء واختيار المعنى
الذي يجري حوله البيت أو القصيدة كلها إن أردت،
وكان الحارث مقيدًا بصدر البيت ومقيدًا بالقافية، ومقيدًا بالبحر
ومع كل هذه القيود فإن الحارث كانت له الغلبة،

..