نبيذ الذاكرة
من مشاغباتي الصغيرة بأنني كنتُ اتسلل إلى شجيرة العنب الاسود الوحيدة في حقلنا .
أما باقي الشجيرات فكان من العنب الأخضر
كانت هذه تقع في وسط الحقل كالعروس الجميلة المليئة بالمجوهرات
لذا لم يكن أحد لينتبه من يسرق عناقيدها اللذيذة التي كانوا ينتظرون نضوجها بشوق
ويأخذهم الحلم بأن يقطفوا عناقيدها مُتفاخرين بها امام الجيران عندما يملأون بها الصحن الكبير .....
شجيرة العنب الاسود كانت تناديني ربما لأكسر وحدتها القاتلة
وأُلبي ندائها كنتُ أتجلى وأروي ظمأي في نهار خمسني الحرارة واحدثها عن مُغامراتي
بأنني زرتُ الهند والسند مع السندباد لكي أحتال عليها وأقطف بعض العناقيد بطريقة خاطئة و
ليس كما يقطفها والدي ووالدتي بالمقص المخصص لذلكَ .....
ههههه من قال لهم ليُديرو الحديث امام عقلي وأقرانه عن عروس الحقل..؟
كنتُ أرى بعض القناني البلاستيكة الفارغة نُصبت في بعض فروع شجيرات العنب و
هذه المرة لم اعبث بها لعلها والدتي من وضعها لانها كانت
دائما تردد ان المياه التي تسقط من فروع العنب وقت الشتاء تقوي الشعر وتجعله يطول بوقت اسرع .