منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - مُذكرات أبعاديّة (4) نادرة عبدالحي
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2015, 04:39 PM   #46
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


وصول الجثمان
طفولتي التي ما زالت ملتصقة بي ولا تفارقني كأنها ولدت في رحمي .
طفولتي التي عشقت تفاصيلها برغم قصر عمرها.ما زلتُ أحنُ إليها .
عندما ترتبط الذاكريات بأحاسيسنا وعواطفنا فإنها تختار المكوث
في نواة الذاكرة لتملأ أدمغتنا بالصور والتفاصيل الدقيقة .
و من حقل القمح الذي كنا نملكه كانت بشائر الصيف تقترب من بلادنا
عدتُ مشيا على الاقدام لبيتنا الكائن في اقدم حارة في طيرتي اي في النواة
التي سكن فيها اصحابها بيوت قريبة جدا على بعضها يقال ان البناء القريب
كان الهدف منه حماية القرية وقت الهجمات ومنها انطلقت القرية لتصبح مدينة كبيرة وتكاثرت
اذ شوارع القرية تملأها السيارات الكثيرة على غير العادة وحركة غريبة تجتاحها ولا احد فيها.
حتى الشوارع التي كنت اركض بصمتها ..... خفت ان سالني أحد يوما اين تسكنين ؟اجيب في البلدة الصامتة .
واخيرا اسمع بعص الاصوات لبعض المارة منهم من يؤكد وصول الجثمان ومنهم من يقنع الاخر بعدم وصوله
.وعلى عجلة من امري هرولت لبيتي لألتقاط لباس لائق وبرغم صغر سني في ذلك الوقت حرصتُ ان يكون هندامي لائقا.
كان علي ترجمة ما يحصل لا متسع لتساؤلاتي التي لا تنتهى . والجميع يعتليهم الغضب والحزن وصمت لم اعهده. من قبل
فضلت عدم طرح أي من اسالتي التي تتتكاثر مثل حبات السنابل التي تركتها في عهدت الارض .
ومشيتُ مع الحشود الهاتفة التي حاولت احصائها وكل مرة أخطئ .فقدت رفاقي الذين رافقوني الى حيث تجمعت الحشود .
ولم أشعر يومها بالخوف لأنني وسط كثير من الناس .
كانت الجماهير غاضبة جميعهم بهتفون بحنجرة واحدة وكأنهم متفقون على ذلكَ ..
وبعد فترة غير ضخمة الحجم ادركت ان اال عشرون الف شخص من متخلف المدن والقرى الفلسطينية
كانت تشيع الشهيد نزيه مطر ‘إبن طيرة بني صعب بل إبن كل الوطن .
بعد معاناة اشهر طوال من عودة جثمانه الى الارض المقدسة .
الذي اغتاله المساد الصهيوني هو ورفاقه في ايطاليا في السنة الاولى لدراستة الطب .

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس