[كلاي ليكتر]

الجزء الأول من رواية فتى الأدغال لم تكن تِلك الحياة التي عِشتها كالمعتاد بعالمكم ، لا توجد وسائل متعددة للعيش هيَ وسيلة واحدة دون بديل ننتظر سقوط المطر لنزرع ثمّ نحصد . وبعدها يطيب لنا طعامنا نقطع ألاف الأميال لنروي عطشنا . لا يوجد ما يُسمى بالحُسد أو الأضطهاد لا يوجد أي شيء من عالمكم كقتل الأطفال . واغتصاب النساء وقهر الرجال كُلنا على قلب واحد ويدُ واحدة تسعى جاهدة أن تعيش أكثر بهذا العالم و أن يسودها الأمان وتنعم بالحنان . كنتُ صغيراً حينها عندما فارقت روح أمي جسدها أتذكر تِلك الليالي التي نمت على صدرها خوفاً من فقدانها أتذكر كلماتها المتكررة " ارحل وألحقهم لا جدوى من وجودك ، أرحل لتعيش لتبقى، لتكون عالمك "لم أريد أن أكون مثل عشيرتي و أتركها تصارع سكراتها أردت حقاً أن أتخلى على قواعدهم التي يسيّروا بها حياتهم . التفكير بنجاة العامة أهم من احتمال نجاة فرد واحد مجرّد التخمين بهذا الأمر مرفوض . لا جدال يأتي عندما يحدث مثل هذا الأمر مهما كان الشخص عليك أن تلتزم . بِتلك القاعدة أنت مخيّر ولست مجبر حتماً لم أريد هذا الأمر برمته . لم أتخيل قط نفسي أن أترك من تعبت وسهرت لأجلي أن أتخلى عن من ولدتني لأجل حب الذات والصياح بأعلى صوت " نفسي ثمّ نفسي " ليست الأخرة هي الدنيا إذاً علي أن أفعل ذلك .. والدي كان من كبار العشيرة وهو حكيمها أفتخر كثيراً بما ورثة من مكانة بعد موت والده . كل الصفات امتلكها من دهاء وبُعد النظر وأشياء ليست لدى البقية وسيط روحي يُحاكي الأموات ويعرف خبايا كل شخص يقابله، أوجاعة، همومة...إلخ أي شيء تفعلة دون علمة يقرأه في عيناك لا تستطيع أن تخبي عليه شيء يرى المدى البعيد وما سيحدث فيه وأي الأمور هي أنسب لتنعم العشيرة بالحياة . لم يُكن متشوق لقدومي لم يحسب الأيام المتبقية لولادتي لم يحضنني يوماً لم يُحبني أبداً . ذلك كان لغزاً لم أعرف سببه،يتجاهلني بأغلب المرات تيقّن حدوث هذا . " لن يكمل ابنة المكروه ماتبقى من عمره بجواره " هذا ماكان يراه و يردده . يوماً ما لن أرى وجهك البائس تحققت نبوءته هو لن يراني مجدداً بقيت أنا وهو رحل .. تخلى عن أمي من أجل قواعده لا يؤمنون بالعشق المُطلق يقدمون الحب بكل تفاصيله . لكن التضحية هي ليست بقاموسهم .يعيشون حياة ثابتة الشتاء كان يدوم لسنين والصيف أيضاً .إن أتى الشتاء ينتقلو لمناطق فسيحة بعيدة عن الجبال . ليتلافو قسوة البرد وإنهيارات الثلوج تدوم تلك الحياة لبضع سنين ثم يعودو عِندما يرحل الشتاء . لم يفكروا يوماً أن يتجاوزو الأودية والجبال لإعتقادهم أن ما بعدها هو الجحيم أمنو بهذا المعتقد ربما ل 100 عام لم يُكن بمقدور أحد أن يعرف ما بعد الجبال . حتى والدي نبوئاته أشبه بالظلام لا يستطيع أن يفكر بتخطيها .الأمر هو مجازفة وتِلك ممنوعة بقواعده . ولِكن كانت أحدى نبؤءاته بأن شخص سيتخطاها يوماً سيذهب لذلك الجحيم المزعوم أشتدّت ليالي البرد على والدتي لم تتحمل الصمود فأعواد الأخشاب قد نفذت والمطر يتساقط بكثافة لا سبييل للخروج لا سبيل لنجاتها لا يكفي بقائها بداخل الكهف لدفئها جسمها أصبح هزيل لا يحتمل قسوة البرد هي تحتاج للنار لتصبح أكثر دفئاً أيقنت أن صمودها لا يطول . استعديت للخروج حاولت أن تمنعني .أرجوك لا تذهب الطقس لا يساعدك، لا تجازف بحياتك من أجلي لن أعيش طويلاً 'لم أستطييع أن أجييب عليهاا طبعت على جبينها قبلة أدرت لها ظهري وأنطلقت بسفوح الجبال الأودية قد سال لعابها وألأغصان قد لانت لا شي ستشتعل فيه النيران لقد كانت غلطتي لم أأؤؤمن لها أعواد بما فية الكفاية ليتني كُنت حينها أستطيع أن اتنبأ مثل والدي لكان حالي أحسن حينها الظلام دامس أبحث بكل المناطق التي لا يصل إليها المطر بين الصخور لعلّي أجد شجرة أقضي بها حاجتي توقف المطر وأنا قطعت مسافات طويلة لم أجد أي شيء بُت بعيداً عنها الأن هلكني تعبيي وغلبني نعاسي أستيقظت على ضوء الشمس كأنها تخبرني ' لقد أتيت سأجعلك، ترى كل الكهوف بوضوح، لا تقلق ' وصوت ناي العصافير يُريح مخاوفي أمامي منظر لا يضاهيه أي شيء من عالمكم ... كل شي يروي لي حكاية راودني شعور بأن هناك أمل وبأننا سنجتاز المحنة وسالهو مع والدتي كثيراً . وجدت مابحثت عنه أخطو الصخور مهرولاً لأعود إلى نبضي الشتاء قادم لابد أن أعود واجمع مايزيد عن حاجتنا لن أعييد تكرار الخطأ أعتادت امي كل صباح أن تعزف بعود خشبها كان صوته يسكتني عندما ابكي يسعدني سماعة كأنها تخبرني انا موجودة من أجل إسعادك وبوحدتي بين الجبال ابحث عن صيدي صدى صوته يصلني ويخبرني مازلت انا بجانبك لا تخشى أحد لم اسمع عزفها . كل خطوة أقترب فيها تزداد دقات قلبي وتملأ رأسي الأفكار هي لن تتركني لن تموت، ، لن تموت . كانت خطواتي غير متزنة وعند دخولي حدثت الصاعقة ..ماتت والدتي غلبها جرحها وقهرها بردها . وتخلى عنها زوجها أما أبنها لم يتفانى بعنايتها .ذلك ما رددته لُمت نفسي لعنتها كثيراً وأحتقرت غبائي. بكيتُ كثيراً على موتها تبقى أمرٌ واحد يتأجج داخل رأسي . هل أتبع عادات عشيرتي وأحرق جسدها؟ إكراماً لروحها لكي تذهب إلى الجنة!! ولكن ذهبتُ لأجلب أعواد من أجل تدفئتها ثمّ أعود لأحرق بها جسدها!!أحرقت قلبي عاداتهم وقواعدهم . لن تحرقه مرة ثانية سأفعل شيئاً مغايراً لن أعيش بدون ان أراها لن أهين روحها وأحرقها . لن أتبع كل قواعد عشيرتي وعاداتهم سأكرم روحها وأبني على جسدها لأحادثها كل ليلة وأشعر بالأمان . كل تلك الآلام والطعنة التي خلفوها ورائهم لن يمحيها شئ سنجتمع مجدداً .وسيكون الإنتقام حليفي أعدكم بذلك حقاً أنا أعدكم . مخرج : لماذا لا يوجد بطبيعة النفس البشرية الإخلاص، والتضحية الأنانية هي غريزتكم . تقتلون من أجل سلطتكم! تغتصبون من أجل شهوتكم! تدمرون من أجل حسدكم! ظننتُ حقاً بأننا مختلفون عنكم كثيراً صحيح لم نفعل مافعلتموه ولكن قد قتلو والدتي بدم بارد اغتصبو حياتها من أجل رغبتهم بالحياة . سحقاً لكككم!!!