لَيْسَتِ الْقُلُوْبُ مَقَاعَدَ مُشَاعَة في حَدَائِقَ عَامَّةٍ؛ مَتَى مَا وَجَدْنَاهَا شَاغِرَةً بِالْحِيْلَةِ حَجَزْنَاهَا، ثَمَّ اِنْتَقَلْنَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ نَمْلَأَهَا بِالْحُبِّ، لِنَسْتَحْوِذَ عَلَى غَيْرَهَا وَغَيْرِهَا... الْقَلْبُ لِسَاكِنِهِ، لِمَنْ لَازَمَهُ طَوْعًا، وَبِالْمَحَبَّةِ رَعَاهُ حَقًّا وَتَعَهَّدَهُ، وَجَعَلَهُ عُشَّهُ الْوَحِيْدَ وَوَطَنَهُ الْأَوْحَدَ وَمُسْتَقَرَّهُ وَمَلَاذَهُ، وَلَمْ يُغَادِرْهُ إِلَّا لِيَعُوْدَ إِلِيْهِ سَرِيْعًا؛ قَبْلِ أَنْ يَعْتَادَ الْقَلْبُ بُعْدَهُ وَيَأْلَفَ غِيَابَهُ.