عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2016, 10:02 AM   #8
محمد سلمان البلوي
( كاتب )

الصورة الرمزية محمد سلمان البلوي

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 146

محمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعةمحمد سلمان البلوي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



من أ. إلى م. وبالعكس
(هل ثمَّة مَنْ يكتبُ مثلنا؟)

الجوابُ الأخيرُ

يا الغريبة:

نعم، نعم، وهذا جوابي الأخير إليكِ.
كأنَّها النِّهايات هي البداياتُ بعينها... لكنْ مع اختلافِ الْوِجْهَةِ وتغيُّرِ الحال وتحوُّلِ الإرادةِ والرُّؤيةِ!

هل فراقٌ هذا؟
هل وداعٌ...؟
لا، لا أظنُّ، فالشَّجرةُ بيتُ، لكنْ ليستِ الغابةُ وطنًا، وليستْ حبَّةُ القمحِ هي الغاية، وطنُ العصفورِ هو سِرْبُ العصافيرِ ذاته، وغايتُهُ هي الحياةُ. وبهذا المعنى، لا نكونُ غرباءَ ولا نفترقُ إلَّا إذا تفرَّقتْ قلوبُنَا وتوقَّفنا عن التَّحليقِ والغناءِ.

الموتُ صديقٌ لا أُحِبُّ أنْ أراهُ، والحزنُ نبيلٌ لكنَّه جدُّ ثقيلٍ، والحبُّ جيِّدٌ لكنَّه حينًا غيورٌ وحينًا مغرورٌ وحينًا ينقلبُ إلى الضِّدِّ تمامًا ويتحوَّلُ إلى وحشٍ جسورٍ، فماذا نفعلُ؟ وإلى أينَ المفرُّ؟ وهل علينا أنْ نظلَّ بين بين؟

قد تعتذرُ الخاصرةُ للسِّكِّينِ لكنَّها لا تشكرُ الطَّاعِنَ، وقد تكفرُ بالفعلِ الغادرِ لكنَّها تؤمنُ بالشِّفاءِ العاجلِ، والجرحُ لا ينشغلُ كثيرًا بمنظرِهِ القبيحِ ولا بوجعِهِ الْمُجَعَّدِ الجائر إنَّما يبتسمُ ويسخرُ فيكون الأجمل والأقوى.

أخطاؤُنا في الكتابةِ تتكفَّلُ بها الممحاةُ أو سلَّةُ الإهمالِ أو النسيانِ، لكنَّها أخطاؤُنا في الحياةِ لا يتداركُهَا سوى الأطفال. والعالمُ كلُّه للأطفالِ، أَمْسُهُ ويومُهُ وغدُهُ، وما نحنُ إلَّا عبءٌ عليهم وعلى سائرِ الأحياءِ، وليسَ لنا من نعيمِ الدُّنيا غير ما عَلِقَ بأرواحِنَا من لثغةِ طفولتِنَا وحليبِ أطفالِنَا وحَبْوِهِمْ على سطورِنَا وفي صدورِنَا.

من ذلك الأسود عدتُ، وإلى ذاك الأسود أسيرُ، من ثقبٍ إلى ثقبٍ أتنقَّلُ؛ وكأنَّني مادَّةُ اللُّجوءِ الخامِ في التَّكوينِ أو فكرةُ الأجيرِ أو الأسيرِ. لستُ نجمًا، ولنْ أصيرَ، لكنَّني وأنا الغريبُ أنيرُ، وقافلتي كما قافيتي... قبسٌ في ديجورِ التِّيه.

أخوك/ م.




 

محمد سلمان البلوي غير متصل   رد مع اقتباس