ثمَّ إنَّها كانتْ رحلة، لا أقول تجربة، ولكنَّها تجوالٌ -حينًا حرٌّ، وحينًا حذرٌ- في عالم ثرٍّ هو مدرسة متكاملة تعلمتُ منها، ومن قلم الأديبة "إباء الشَّرق" نهلتُ، واستفدتُ من أدبها الجمِّ، وذوقها الرَّفيع، وأسلوبها الأنيق والرَّقيق والمتحمِّس -رغم تحفُّظه- للكتابة والحريص على الإجادة. وكما هو ظاهر، اخترنا لثنائيَّتنا أنْ تأخذَ طابعَ المراسلاتِ الأدبيَّة، وأنْ تكونَ الكتابةُ متتابعةً ومتبادلةً فيما بيننا، نتناوبُ عليها -على التَّوالي- تناوبًا مستقلًّا يحفظ لكلينا حرِّيَّة المضمون وخصوصيَّة القلم وشخصيَّة الكاتب. وهذا ما كان. ولا أدري إنْ كنتُ وُفِّقتُ في مسعاي وأدَّيتُ ما عليَّ، ولكنِّي حاولتُ وبذلتُ جهدي، وأرجو أنَّني اقتربتُ -ولو قليلًا- من حدود التَّوفيق وكنتُ أهلًا لشرف الصُّحبة الطَّيِّبة وجديرًا بالمتابعة الكريمة. وإنَّني إذ أشكر رفيقتي في الثنائيَّة وأشكر الإدارة وأشكر مَنْ تركَ بصمة من نور على صفحانتا أرجو من الجميع المعذرة على السَّهو والتَّقصير والقصور. والله يحفظكم جميعًا.
