صَمّْتُ المكانِ مُوحشٌ
وأنا أكرهُ الصَّمتَ حِينَ يطغَى
فَلا أسّْمَعُ ضوضآء الفراغِ مِنْ حولِي
وصَخَبُ المَكَانِ مُزّْعجٌ يُقصِينِي إلى زَوَايَا الصَّمت
فأكّْرهُ الصَّمتَ وَكَانَ الصّخبُ يؤذِينِي ويُزعجُنِي
فأنظُرُ حَولِي فلا أرى
وأنظُرُنِي فلا أرانِي لأَنِّي أَجّْهَلُنِي وأعرِفُنِي
فأبحثُ عنِّي فِي خَبَايا الأمّْس
فيلوحُ لِي طَيفٌ كأنَّما كانَ يُشّْبِهُنِي
فَأُلّْقِي سَلاماً لايسمَعُنِي ولا يُسّمِعُنِي
فأستوحشُ الطيفَ وأهربُ منْهُ وأُنْكِرُنِي
فأَسّألُنِي بِهمّْسٍ
أيا أَنَا !!
أينَ خُطَاكَ تِلكَ التِي كَانَت
ولَمْ تَزَلْ تَتّْبَعُنِي وتُتعِبُنِي
فأسّمَعُ قَهّْقَهَةُ النَّفّّْسِ تَبْكِينِي وتَفّْرَحُ بِي
فأعلَمُ أنِّي مَيتُ الأحَيآءِ
وسَرَابِي ظِلٌ لكنَّه أبداً لَنْ يَتْبَعُنِي