تعلمت من الأسوار حقيقة كبرى وفضيلة أكبر
لم تكن أسواري من الحديد او الفولاذ بل كانت من صنع اخلاقي التي علمني اياها والدي الحبيب
ولم تقصر امي كذلك التي كانت تصر دائما على ان لاابتسم في الطريق
رغم ان الابتسام في وجه الاخرين صدقة , الا انها كانت تعلم ان ليس كل الاخرين واحد
وان فيهم الصالح ومنهم الطالح
فعلمتني ان العبوس أأمن وانسب في الطريق
سألتها ذات مرة : ولماذا الطريق ياامي فقط؟
اجابت بجدية بالغة :
لأنك ياابنتي تعاملين الناس من زاوية روحك التي اعرفها
والطريق يتعامل مع أناس من زوايا متعددة
ولم ولن تكوني اهلا
لسكان الطريق
لم اقتنع بكلامها تماما رغم اني كنت انفذه بحذافيره
وبقيت كذلك اعبس في الطريق واجلس على شرفتي ومن خلف اسواري ارقب الطريق بمن فيه
هالني مارأيت وماسمعت ولكن , في كل مرة كنت انصدم فيها بأحد كنت اتعلم درسا جديدا اضعه في ملف معلوماتي باحترام شديد
ومن ثم اعود لأتعلم درسا آخر
حتى بت عندما اشاهد حدثا اما , استطيع ان أتنبأ بما سيليه وكنت احيانا اتمتم بيني وبيني واراه يحدث
فأبتسم ...ولكن
ليس في الطريق
فأمي كانت ومازالت ...على حق 