((ذُهَــــــان ،، لانمطي،،،،،!!))

[زايد الشليمي]

(اس)ـتبيان
:
وفي غرفةُ جانبية صغيرة ...
ويسألي الطبيب المقيم ...
كلّ الذي سأله قد أجبته
استفزّني سؤال :
أكثر من مرّة أُسأل فيٌـه :

هل ماوصلت اليه من فكر وقناعة
كانت بسبب ماتعاني ..؟
وهل أنت متطرّف في آرائك ..؟
ولو لم تكن تعاني
هل تصل للفكر الذي وصلت إليه؟


سيدي الكريــم
ما أراه وقد لاتراه ....
المرض جيني والفكر اكتساب
في كل الحالات .. سيكون هذا
فكري ... وهذه قناعتي
ولا أؤيّد فكرة من يخرج عن القطيع
وينتقد الفكر التراثي ..
مريض ... نفسي
أنا وصلت لقناعات ترفضها أنت
ولو كانت على الاغلبية فما أتبنّاه
من فكر هو الأكثر ... على مستوى
العالم ...
صحيح أنني لا أستطيعُ المُجاهرة
بكل ما أتبنّاه من فكر ... من نقد التراث
ومن فكرة الانفتاح ... وتقبّل الانسان
قبل كل شيء ...
لا أجاهر لحبي الشديد بمن يخالفونني
لا أريد أن أسفّهُ أحلامهم .. لا أحب
أن أرى نظرة الشفقة في عيونهم
أحب الموت صامتا ... وفلسفتي
لأعيش بها وليس لأنشرها
:

هل أنت متطرّف..؟!
المُتَطرّف ... هو متطرف في كل
فكر يتبناه ... يظل التطرّف بها
لا أعتقد ... أني متطرّف
لاني حتى النقاشات لا أدخلها
قد أكون متطرفاً ... من جهة
كرهي لبعض الافكار وليس الأشخاص
أكره بالجملة ولا أكره بالذات ..



:

سيدي
أريد الدخول الى الطبيب..!












:

 

[زايد الشليمي]

:
كشف .. آخر .. أخيــر
:
أيها الطبيب ..
دع دمّي ... فأنا بريء منه
يتلوّن ... ويجري مهرولاً
خلف عروقي ...


:
أشعر بنِتوء ... في مقصلة
اعدامي ...
وأشعر أن الخريف يلتهم
الشجر ...
والبرد يقبض على أطرافي
متلبسة بجُرمها
؛
أيها الطبيب ...
سأستبدلك ( عذراً ..)
بطبيب .. آخر
لأني شعرت أني طبيبك
ولستَ طبيبي ...
مغرور ... متعجرف ..
هل تعرف ماعيبك ...
أن دواؤك ... أكبر من رأسك
وأنا أريد ... رأسك
أكــبر ....

:
سأغلق القبر على
عقلي
حتى اشعارٍ آخر





:

 

[زايد الشليمي]

اليوم مات ،..
طبيبي المغرور
قبل أن يفهمني .. وقبل
دوائي ..
كيف السبيل الى السبيل
..
الأصوات .. تتزايد
تحدثني عن الذكريات ..
صوت أبي ..
هل هو روحي ..
أو أعراض ذهــان
:

الكُرَة في ملعب القدر
الى أن أجد طبيباً وقح
على تعبي ..
:

أشعر بصداع في قلبي
احتراق للضمير من الدرجة
الرابعة ..
والهلاوس تقتل الحقائق
وتصبح الحقيقة ..
:

زايــد ..
لابدّ أن تعيش..
أحب الحياة حتى لو كرهتك
حاول الرقصة داخل وردة
أشعل مراهقتك من جديد
أبحث عن الصخب
والموسيقى والنساء..
الحياة ..
ليست عادلة ..
؛

زَاْيِـــدْ ..

 

[زايد الشليمي]

:
( أعراض انسحابية ..)

انسحب من دمي اخلاصي
وصدقي ... وسذاجة
نيّتي ...
بالطبع ... أعراضها الانسحابية
بدأت تؤلمني
أشعر ... أن قلبي ينبض بدون نفس .
.. ورئتيّ تعبس في وجه
الاوكسجين
مات الطبيب المغرور ..
استبدلته ..
الاخصائية النفسية :
د. بشرى الغامدي
هذه المرأة تعلم الغيب
من مسارات وجهي عرفت
طريقي ... شكوت لها هواني
وتساقط من أظافرها
( حبتين فاليوم )
سألتني ..
هل تخاف الموت يازايد ..؟
قلت : مات الموت... بصدري
يابشرى .. تبدو الحياة صعبة
كلمة تدوي في بئر رأسي
حسناتي وصلت الاكتفاء الذاتي
وسيّئاتي .. قيد الانشاء
يابشرى :
أخبريني ...
لماذا أنتِ ..؟!
و
لماذا أنا ...؟!
أما بالنسبة ل(أنا ..)
لدي خدمة طويلة في تحمل
المرض ....
هنا ... مات ظلي ... هناك
انتحر ضميري ...
يابشرى ... أنا ... لأنّي ..
همّشتُ مايرونه الناس ركنااً
وعملت مايظنّه الناس جرماً
وحبيبتي .... هي دوائي
أريد ... هدوء أكثر
أرجوكم هدوء ... لا أكثر

 

[زايد الشليمي]

*

:
.
أخصائتي الجميــلة ..
بشرى الغامدي
هل تكوّنت فكرة ما ... على
جبينك ...؟
هل عرفتِ ... ملامح مرضي
المُزمن ...؟
قالت :
أنت تجيد الحلول ... وتبحث
عن المشكلة ...
في ذراعيك . آثار وشم
يدل أنك ستهلك بلا موت
سألتني بشرى ..:
ما أكثر شيءٍ يشغلك هذه
الأيام ...؟
يشغلني موت دمي ... وأجزاء
مني تسقط ...
أغني للصبح ... ليأتي المساء
واشجب الظلام ....
وأقدّسُ الموسيقى تحت جفن
من أحببت ...!!
هل أحببت فعلاً ...؟
أم أنك من فصيلة اكشط
واربح
نـعــم ...يابشرى
أحببت ... لدرجة الهلوسة
ودق طبول الويل في صدري
أحببتُ أمينة فتاة السّكر
على جبل قاسيون التقينا ...
هي تشرب القهوة وانا أشرب القنب ...
تبادلنا ... الأجزاء
احببتها لدرجة الثورة
إني أحقد على العسكر
على الحرب ... على الطائفة
هدموا بيتها ... على رأسها
وأنا لدي خبر انها سوف تموت
قلت اذا عجز الاله عن حفظك
ماذا يفعل الفقير
ولكن لاتموتي رجوتها بحق
السماوات .. بحق طهر الصلاة
لاتموتي ....وماتت
تبدو الحياة صعبة
:
يابشرى
صداع .... ينقر في رأسي
وأشياء خبأتها فيه ...
حكاية الترتيل ... وكيد التيه
وفرعنة الحظ ...
يابشرى ...
انتِ رائعة
هذا ما أشعر به
زايد..

 

[زايد الشليمي]

*
[

اني أسمعهم .. يابشرى
صوت أبي .. يسير على جسدي
وعينا امي .. تتدحرج في ملكوتي
وصديقي ... صوته صاخب
يشبه حفلة فوضوية
وأمينه .. إني أراها تتكوّن أمامي
مزيداً من حالات الهلع تصيبني
خوف .. من فقدان عقلي
أنا ... سعيد بأصواتهم
فهم كالقمر من شبّاك سجين
ضوء وجهي .. ضلاله

:
بشرى :
ياطبيبتي الأخيـرة ..
لا أريد تنظيـر .. أريد عقار
ينقلني من سريري
الى غمد التربة ...
أريد حبّةً ... تقسمني الى أجزاء
الصرع الليلي مستمر يابشرى
الهلاوس الذهانية ...
تقوم بنسفي
خائف من شيء لا أعرفه
كأنه القدر القذر ...
سحق جبهتي
أسعفيني يابشرى ...
بأي شيء
حتى لو تجاوزتِ القانون
اريد
زنكس.. او فاليوم .. أو بروزاك
او سريكويل ... او لمكتال
شيئاً .. يجعلني اختفي من
نفسي

مُتعبٌ يابُشرى



:
زايــد ..

 

[زايد الشليمي]

*
[

تعبت ...

:

زايــد ..