العُتاةُ على العُروشِ!
أَيْنَما تَجلُو العُيُونَ فَوقَ الكَراسي،
يَحمِلُ الطُّغيانَ مُقَنَّعًا بِالبَهاءِ!
تَبنُونَ جُسورَ الخِداعِ إِلى السَّماءِ،
وَتَذرُونَ الرَّمادَ عَلَى الأَضواءِ!
أَنتُمُ السَّادَةُ! مَزاعِمُكُم دُخانٌ،
لَيسَتِ الأَرضُ إِلّا صُندوقَ مَكْرِكُم!
تَبتَغونَ الخُلودَ بِلا ضَميرٍ،
وَالعُروقُ الجائِعَةُ تَصرُخُ: كفاكُم!
أَيْنَما تَملَأُ الكُروشُ مِنَ الدَّنا،
وَالقُروحُ المُرَهَّقَةُ تَئِنُّ فِي القاعِ!
أَنتُمُ فِي البُرجِ العاجِي تَتنعَّمونَ،
وَالحَياةُ تَحتَكُم سَوداءُ قَتَّاعِ!
يَا مُتَاجِرينَ بِحُلْمِ المَساكينِ،
بَينَ عَرضٍ زَائِفٍ وَوَعيدٍ فَجٍّ!
أَتَرَضَونَ أَن تَكونُوا سَارِقينَ،
لِلقُوتِ اليَائِسِ وَالأَمَلِ المُضَجِّ؟
انظُروا! فَالصَّوتُ يَخرُقُ جُدرانَ الظُّلمِ،
وَالفُتاتُ المُهمَلُ يَعلُو كَالبناءِ!
فَإِذا لَم تَرعَوا حَقَّ الأُولى سُحقًا،
سَيلتَهِمُ الحِقدُ عِزَّكُم وَبَقَاكُم!
لَن نَسامَحُ في اِستِغلالٍ وَغِشٍّ،
وَاِمتِلاءِ الجَيبِ مِن دَمِ المَساكينِ!
فَإِذا كُنتُم تَجهَلونَ فَاِعلَموا:
إِنَّ صَبرَ الشَّعبِ لَيسَ بِسِلْمٍ دَائِمِ!
جهاد غريب
يونيو 2025