خلها على ربك وأنا عمّك ..!

[فيصل العامر]

قبل أيام عُدت جاري أبو محسن نظراً لوعكة صحية ألمت به ..

جاري كربع السعوديين .. يرزح تحت خط الفقر ..

ربما لن أتحدث عن الفقر هنا ..

لاسيما أني كـ كثيرين غيري ينتظرون تلك الخطى السلحفائية لتحجيم

شبح الفقر عن حياة هؤلاء .. وحتى ذلك الحين فالحكومة أبخص ..

وبعد ذلك الحين أقول :

جاري أبو محسن متقاعد منذ سنوات ..

يستأجر بيتاً يبدو كـ جسده المتهالك للوهلة الأولى ..

دلفت لمجلسه الصغير .. كان مزدحماً .. بصغار السن .. الذي اصطفوا جلوساً ..

متحلقين حوله .. ثياب رثة بلونها القاتم ..

وعيون متشابهة يملؤها الجوع المدقع وبقايا سعادة ..

كان أبو محسن مستلقياً على ظهره يلف رأسه شماغ ٌعتيق ..

ويتلحف بطانية بالية تحجب جسده

انحنيت قبلت رأسه .. ودعيت له بالسلامة ..

أردف : يسلمك .. ماسلمت على عيالي ..

قلت : سمّ !

قال : عيالي .. الله يصلحهم .. تعال يابوك يافهد ..تعال

قلت : ماشاء الله .. ونعم .. توالت علي الكثير من الأجساد البشرية النحيلة

وخلال ذلك المسلسل المكسيكي من السلامات كنت أتساءل : عن جدية هذا ..!

هل هؤلاء(( الدرزن )) هم عياله فعلاً .. سرعان ماجاوبني عقلي :

يعني عيال (( فائض اكتتاب )) ..!

تم الأمر على خير .. بعد أن أنُهك خدي جراء تلك الارتطامات ..

وبينما أنا كذلك صرخ بأحدهم : أيمن .. ورى ماسلمت على عمّك فيصل ..!

خرج أيمن من بين تلك الوجوه السمراء .. وكأنه براد بيت بنسخته السعودية ..

بشعر أشقر .. وبهيئة التي تبدو أقل تعاسة منهم ..

قفز سؤال لعين برأسي : من ذا .. شكله غلطان ببيت أهله ..

وإلا أنه طفرة جينية من هالشايب ..

كان الفضول يزاحمني لأسأله : كيف جبته .. ومش مسوي أنت ..!

ربما قرأ شيئا من ذلك بعيني فقال :

هالصغيّر من مرتي الأخيرة السورية ..

قلت بنفسي : إني داري ..!

و الباقين من حريمي الأولات .. طلقت ثنتين وباقي عندي أم محسن..

قلت : بس ياعمّ .. سكت قليلاً .. وابتسمت : الله يصلحهم ..عسى بس يدرسون ..

قال : الحمد لله ..

بأي مرحلة - سألته -


صمت .. ثم قال : فهد برابع

قاطعه فهد - ممتعضاً - : بسادس يبه ..

سألت فهد عن الباقين .. ثلاثة بخامس واثنين برابع .. واثنين بثاني ..

وماتبقى من هذا المنتخب لم يلتحقوا بالمدرسة بعد ..

تشكلت برأسي عشرات الأسئلة :

من سيربي هؤلاء .. من سيعولهم ..

كيف يستطيع كهل أن يطعم تلك الأفواه الجائعة ..

كيف وأنت لاتستطيع إعالة نفسك .. هل ستنثرهم بالشوارع ..

ليقتاتوا على الجريمة .. أم ستسرحهم داخل ظلمات المستقبل المظلم ..

من الذي أعطاك الحق لترتكب كل تلك الزيجات ..

مخلفاً كل هذا الحشد من التائهين ..

لست الأول ولن تكون الأخير من المؤمنين بجدوى التفريخ ..

والمنساقين خلف إثبات الفحولة

والذين لايملون من ترديد : بيجيه رزقه معه ..

عند بداية طرح كل طفل جديد لهذا العالم ..

خلها على ربك بس ..

قاطع حبل سرحاني قائلاً :

إيوالله خلها على ربك ياوليدي ..

قلت : نعم !

قال .. خلها على ربك وأنا عمك ..!

ذهلت .. ورددت مولياً شطر الباب :

ماتشوف شر .. ماتشوف شر .. فمان الله ..!

 

[نوف عبدالعزيز]

تسجيل حضور أول

مقالة في الصميم لي عودة بإذن الكريم

 

[فيصل العامر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوف عبدالعزيز

تسجيل حضور أول

مقالة في الصميم لي عودة بإذن الكريم

ياهلا بهالحضور يانوف ؛


سـ أنتظرك ..

 

[فيصل الحلبوص]

الله كافل رزق كل بشر بهذا الكون



من صغير إلى كبير



حتى الحيوانات الله حافظ لها رزقها


والداب الأعمى الله يرزقة


والفقر مو عيب


الرسول صلى اللة علية وسلم كان فقيراً وهو سيد

البشر ينام على الحصير ويربط بطنة بالحجر


حتى بيته لا يوجد علية باب

ولم يهزأ منه أحد




الفقر مو فقر المال ومنزل متهالك وثياب رثة ودرزن عيال على قولتك


الفقر والعيب( فقر القلوب اللي خلت من الرحمة وتكبرت وتستصغر البشر وتستهزأ بالفقير وتحسد الفقير على أبتسامتة وعلى أي شي )


الله يعز أبو محسن ويكثر له عيالة ويصيرون درزنين ويشافية ويحفظ

له عيالة

 

[أسمى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل العامر

يعني عيال (( فائض اكتتاب )) ..!

"
كِل راس سَهمْ.
الرازق في السماء و الحاسد في الأرض..!

.

 

[أسمى]

رجعتـْ..

.
ولو ماحسبها صح أبو محسن.

 

[خالد صالح الحربي]

:
هناك أكثَر من مشكلة ستواجه هذا المُسِنّ من أهَمّهَا ،
التربيَة ~ خصوصاً أنّه واضحٌ من سياق هذه القصّة / الغُصّة أنّه غير مُتعلّم .
كُلّما زاد عدد الأبناء كُلّما ازدادت أمور تربيتهم قبل توفير سُبُل العيش لهم ~ تعقيداً .
عموماً هناك أكثر من أبو محسن في المجتمع و في كُلّ مجتمع .
كان الله بالعون يافيصل .

 

[شموخ أنثى]

فيصل العامر أتدري ...!!

بالفعل لقد طرحت قضية تستحق النقاش ...!!

نعم نحن نعاني - وخصوصا الطبقات الفقيرة منا - أقول نعاني من قلة الوعي ..

الفقر ليس بداء الفقر ابتلاء لكن ...


في الحديث الكريم أخي فيصل يقول الرسول صلوات الله عليه (استعيذوا بالله من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء)


أتدرون ما معنى جهد البلاء يقول بعض العلماء في تفسيرها:

(هو كثرة العيال مع قلة الشيء والجهد والمشقة والبلاء: كل ما أصاب المرء من شدة ومشقة، وما لا طاقة له بحمله، ولا يقدر على دفعه، وقيل: قلة المال وكثرة العيال، وقيل: ما يختار الموت عليه).


وهذا كلام رائع للذين يقولون ((الولد يجي ويجي رزقه معه))

طيب معلوم الله هو الرازق لكن عليناالأخذ بالأسباب
طيب مادام الله هو الرزاق ليه ما تبطل تشتغل وتطلب الرزق ورزقك راح يجي الى عندك ...!!


فهو أخي الكريم مبدأ عقــــــــــــيم..!!


ثم إن قلنا ما أسباب انتشار الجرائم يقولون ؟؟ الفقر والبطالة إلخ...


يعني لزام علينا ان يكون لدينا وعي كافي بهذا الشأن أشكرك لطرح هذا الموضوع وصدقني الكلام هنا يطول لأن البعض اذن من طين واذن من عجين
والله المستعان..

.