همس الحروف و تأويلات مرضى القلوب !

[محمود الجندي]

وصمة عار أنتَ يا سليل مُسيلمة الكذاب رمز الوعد المكذوب
فبين حنايا السطور ترقد كـ زغب مكبل مأسور
نسيَ موعد دخول صلاة العشاء و صلاها قبل الغروب
وتمادى بـ الصهيل المضلل المكشوف
لــ يحجب نور شمس فن رسم الحروف
عن عين قارئ محصن مفتون !



حين السقوط بين براثن الغربة المروع
كيف يتأنى لنا جمع رماد الضوء من غنج العيون
حتى نختصر ذوبان الشموع في ومضة نور متوهجة الهطول
ألم تتلاشى المسافات و الأسوار و الحدود
حين طار الحَمام من بين أصابع محمود درويش شمعة النور
و حطَّ على ظل من رخام
لا يُعانق غير الغمام
فما كان من نِزار إلا أن طرقَ باب العرافات
و خرج من بيته يمشط أرصفة الطرقات
يبحث عن بقايا الدمع العالق في الأحداق
بين سطور قصيدة علمني حُبكِ سيدتي أسوأ العادات
و ستبقى يا حرف رغم الجراح و تزييف الوجوه
رسالة أديب عظيم نذر روحه و قلمه المحمود
من أجل الحفاظ على تراث الجدود
و تدوين تاريخ أصحاب الأخدود
فــ بات حق أصيل لكل كاتب الحروف
أن يكتحل في كل ليلة بالإثمد المطحون
عشراً في كل عين من شر حاسد حسود
تعويذة و رقية حتى الغرق في بحر النون !

فـ هل نستطيع أن ننكر
أن الحرف مرآة لروح الكاتب الوليدة
تعكس ظله في كل الزوايا اللقيطة
و هي من تزين سطوره المضيئة
بحقول من زهور البنفسج الرقيقة
و سنابل القمح المهيبة
وتمنح طيور البلابل بهجة فريدة
حين تصدح فوق أفنان الجمال الجليلة !
و يجسد بدقة شديدة
ملامحه من خلال حروفه التي ينثرها حبره فوق سطوره المضيئة
حين تتقاذفه السهام و تصيبه في مقتل فـ تغتال الأحلام البريئة
أو حين تمتزج أرواح العشاق الجميلة
برباط وثيق الرؤى عتيق المشاعر النبيلة!

و ماذا نقول لتلك النفوس المريضة و الضمائر الواهنة
التي ترى في الحرف المقدس عند الأنبياء
أنه خُلق من محبرة مسمومة
لكي نحطم به قلوب العذارى الحيارى ؟
و متى يعلموا أن ما بين السطور
هي فقط لقدسية الحرف المتثور
و ليست رسائل على الحَمام الزاجل لـ من تعلقت بهم القلوب؟



الحروف و تأويلات مرضى القلوب
محاور تنتظر مداد أقلامكم الواعية
رؤية نورس النيل
يناير 2019

 

[سيرين]

القلم سطوة ننذر انفسنا له متى شاء ومتى حل
كان موعد ضيافته واجبة علينا نكرمه بفنجان قهوة والورق الجميل
ليرصد صدق ارواحنا في لحظة عري التي تمثل مصداقية النبض
وليس ان يكون فجاََ وقحاََ ..
وامام تجسيد تلك اللحظات المسروقة والتي قد تصنف غير مشروعة
لانها لاتطابق الواقع حينا وتلقي بنا حيث مدارات لا نمتلكها
ولكن لا مانع من هذا الرسم بالحرف صورة جمالية تعبر عنا او عما يعيشون بداخلنا وحولنا ..
ليس بالضرورة ان كل حرف يشبهني وقد لا اكون في جرأة قلمي ولكن بالتأكيد هو يعبر عن بعض ملامح من شخصيتي
الكتابة حالة سطو
متعة
سعادة
مغامرة
مفتاح للغرف المغلقة داخل ارواحنا وبيوتنا
ولكن دون تعدى للاخلاق ويبقى هدفها النبيل المغزى الاساسي منها
اما من يتصور غير ذلك فهو خياله المريض
ولا تحاسبني على إثم ظنونك
اعظم الروائيين والشعراء جسدوا حالات سرقة وقتل وحانات بنجاح اخذوا به اعظم الجوائز العالمية
وهم ابعد مايكونوا عن تلك الحالات
طرح مهم وخاصة للقلم الانثوي والذي ارى انها تواطأت مع مسرور السياف
لقطع قلمها الادبي وتحجيمه مهما انكرنا ذلك الا القليلات جدا اللاتي هربن من هذا القيد لابداعهن
لا عنصرية امام ورق الكتابة
كاتبنا المبدع سليل الضوء \ محمود الجندي
طرح لن يتوقف به الحديث وقد اثرت قضية مهمة لعشاق القلم وساحة الورق
وكالعادة كان التميز عنوان لن تحيد عنه مبدعنا
سلمت ودمت مطرا مورق لابجديات الجمال
مودتي والياسمين

\..

 

[محمود الجندي]

القلم سطوة ننذر انفسنا له متى شاء ومتى حل
كان موعد ضيافته واجبة علينا نكرمه بفنجان قهوة والورق الجميل
ليرصد صدق ارواحنا في لحظة عري التي تمثل مصداقية النبض
وليس ان يكون فجاََ وقحاََ ..

يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم
و أنا أقول :
الأديب هو أيقونة المشاعر الفكري الجامع النافع
و الإبداع الحسي المتكامل المعنى و المعاني
فـ الأدب رسالة عظيمة هيَ الأسمى على الإطلاق
بعد رسالة النبوة
و الأديب يبقى رسول الأدب الوحيد
إما أن يكون رسول المعاني و الفكر الرشيد
أو يكون مجرد زهرة ذابلة
ليس لها لون أو طعم أو لون أو رائحة
الأديب الحق
هوَ بريق الضوء في العيون الفقيرة
حين تبهرها قطعة ألماس نادرة و ثمينة
هوَ لمعة الدمعة في العيون الحزينة !


محبرة كل الفصول الأديبة القديرة سيرين
و للحوار بقية إن كان في العمر بقية
تحية إجلال و تقدير
و تعظيم سلام

 

[محمود الجندي]

وامام تجسيد تلك اللحظات المسروقة والتي قد تصنف غير مشروعة
لانها لاتطابق الواقع حينا وتلقي بنا حيث مدارات لا نمتلكها

و البعض يراها ( مثل ايرلندي شهير )
عندما تمتلك الإنسان حكة الكتابة، لا يشفيه منها سوى كشطها بالقلم
فهي حالة خاصة و لحظات مسروقة من ضربات القدر المؤلمة
تجعلنا نسافر لمدارات خارج حدود الزمان و المكان
عالم فريد
نصنعه نحن و نعيشه نحن و نقطنه نحن !

ولكن لا مانع من هذا الرسم بالحرف صورة جمالية
تعبر عنا او عما يعيشون بداخلنا وحولنا
ليس بالضرورة ان كل حرف يشبهني وقد لا اكون في جرأة قلمي
ولكن بالتأكيد هو يعبر عن بعض ملامح من شخصيتي

كل قلم و له سطوته و بريقه
و له شخصيته المستقلة
التي يستمدها من جذوره الأصلية و نشأته السوية
كـ سنبلة تتحرر من كل القيود
و في تيه البراري تغرد بلحن الإنتماء للجذور

الكتابة حالة سطو
متعة
سعادة
مغامرة
مفتاح للغرف المغلقة داخل ارواحنا وبيوتنا

ملامح نورها الوضاء كــ سحابة حبلى بالأمطار
تتلاشى فيها و معها
عويل القناديل ... أنين المساء ....وجع الوسائد الصماء

ولكن دون تعدى للاخلاق ويبقى هدفها النبيل المغزى الاساسي منها
اما من يتصور غير ذلك فهو خياله المريض
ولا تحاسبني على إثم ظنونك

هذه هي لب القضية
و حلقات الصراع المستمرة حول ما تمثله ركنها الركين
من نقطة فاصلة بين الخيال المريض و النور المبين
أشكرك من الأعماق على هذه النقطة المضيئة

اعظم الروائيين والشعراء جسدوا حالات سرقة وقتل وحانات بنجاح
اخذوا به اعظم الجوائز العالمية
وهم ابعد مايكونوا عن تلك الحالات

هُنا اسمحي لي أن أقتبس هذه السطور عن حياة الكاتب الفرنسي المعروف
جان جاك روسو

يعتبر "جان جاك روسو" واحداً من أشهر الفلاسفة الفرنسيين
الذى يعد واحداً من أهم كتاب عصر التنوير
وهى فترة من التاريخ الأوروبى
امتدت من أواخر القرن السابع عشر حتى أواخر القرن الثامن عشر.
لـ"روسو" العديد من الأعمال المميزة التى أثرت فى التعليم والأدب والسياسة
ولكن كان يغب عليها آثار الهزيمة النفسية والطابع المتشائم
وكأنها تعكس محاولته التغلب على إحساس عميق بالنقص،
فكان متشائم جداً من الحضارة وقسوتها،
ما أثر ذلك على كتاباته بشكل لافت للنظر،
ولكن فى النهاية تعتبر كتاباته من أهم الأسس
التى قامت عليها الثورة الفرنسية بعد وفاته.



و هُنا اسمحي لي أن أتوقف قليلاً سيدتي سيرين
و للحوار بقية إن كان في العمر بقية
تحية إجلال و تقدير
و تعظيم سلام

 

[سيرين]

ماذا بعد في جعبتكم حتى تكرمنا السماء بلغة تشبه المطر
نتلوها صلوات الاستسقاء كي تتنزل من عليائها وتدر علينا من علم البيان سحراََ
دعوا طائرها يرتجل الغناء ويشدو ما يحطم اصنام تأويلات الاوراق الهزيلة
إكراماََ لقلم تصدر زهو الجمال من بين غيوم الإدانة

\..

 

[سيرين]

يختلف الأدب عن باقي العلوم في تأويله الذي يختلف من شخص لآخر
حسب المعايير الذاتية والاجتماعية للقاريء
( كل قراءة إساءة .. قراءة _ جاك دريدا ) .
المهم ألا نلقي بتبعات تلك القراءة بما تحمله من ثقافتنا وشخصيتنا على تلك الحروف
نحاول الى حد ما الموضوعية في تناول الطرح
كالمجهر قلمك اديبنا محمود الجندي في تسليط الضوء عالقضايا الهامة
دام ابداعك المختلف
مودتي والياسمين

\..