المتقــــــــــــــــــــافزون

[عمرو بن أحمد]

الجنادب المتقافزة حول النار تسقط فيها غالبًا أو تلفحها فتحرق أجنحتها لتصبح فريسة سهلة لكل ما دب على الأرض؛
وذلك لأن هذه اللعبة بالغة الخطورة تحتاج لمهارة عالية وقدرة على المراوغة ، لذا ما يلبث أزيز الجنادب على الخفوت شيئا فشيئا حتى يختفي .

كذلك الضفادع حين تحتفي بالمطر تسمع اجتماعاتها الطويلة تمتد إلى ساعات الفجر الأولى، يقال في ذلك أنها تُجمع على إطفاء عين الشمس كي لا يجف المستنقع، لكنها ومع أول استقامة للضوء يصيبها العمى.

أما العناكب وهي من جملة المتقافزين فتبدو أكثر حظًا لأنها تعتمد الإغراء طريقة ناعمة يقع في حبائلها صيدها الوفير من الذباب وما شابهه ومع أول عاصف تتمزق الحبائل ...وتفقد صنائع أغرائها ...لتبدو كالأرملة .


المتقافزون أيضًا في عالمنا يقعون ضحايا قفزاتهم المجنونة؛ فمنهم من يقع على عنقه فيحمل ميتا، ومنهم من يكسر ظهره فيبقى مشلولا، ومنهم من يكسر ساقه ليقضي بقية عمره أعرجًا.
ومن أجل هذه القفزات تقوم في الحياة الصراعات ....وكل قفزة غير محسوبة تكون نتائجها عكسية باهظة الثمن .