..
 
 
 
 
أحاول أن أجد هروبا ينسكب نورا حول غنائم عنق الكؤوس ،
و يغري عنقي إثر خطواته الغرقة بالتأويلات الهزيلة فيزيلها 
و يحشو موطيء قدميه بالزهر و لربما بغصن زيتون أخضر ينمو حول شفتيه،
و ينغرس بصوت أمي أملا جديدا يفتح في مقلتي تمرد السعادة المنحشرة خلف النافذة،
خلف تمرد عناقيد النور حتى تحتضنني و تلتصق بي .. و تبقى ذليلة لا تثور حزنا و لا هما ، 
و تبقى تلك الظلال كطين لزج في جفني أمسحها بأصابعي الواجفة
و أصابعي تخيف ساعات أيامي القادمة توغل بها حضنا يتيما و هما لا منتهي .
ذلك النور؛ يبقي الروح في بأسها رغم بحثه عن الفرح و بِرّهِ 
لأمي .. يدميني أيضا مع ألحان التائهين .. مع ابتهالات حبي القديم
مع ذكراي و ذاكرتي و كلماتي و أشعاره مع تلك الفراغات الممتلئة 
بتفاصيل السنين الجميلة التي رحلت وتركت لي ذكريات مبكرة فاضلة .
نعم هي فاضلة منذ الآن فأنا أحترمها و أقدسها 
و أعيشها إلى الآن و إلى بعد حين .
تستحث جسدي تلك الظلال و تصعد و تهبط و تُغنيني و تشتهيني .
أعشقها .. أتشرب بها و تشفيني ، 
يوقظني صوت شخير الدعاء مرة أخرى ..
أطرده من بين مسامعي و عيني .. و يتكتل و يتضخم 
و ينتشر في الهواء و السقف و للسماء .. 
استجمع صوتي من باطني و من شفتي و قلبي و أدعو بدعاء بقاء 
الظلال الخاصة بي .. فأنا لن أرتضي إلا أن تكون منتصبة أمامي
لتتمرد من حولي و تصهرني بها ظلا كفيفا أتبعها !
لست أخشى شيئا سوى ملامح النور .
فإن تركت الظلال و أستجبت لدعاء أمي :
كيف أنام؟ 
كيف أوقظ الأشواق النيام و متى أفصح عن المبررات 
الهستيرية المفروضة .. كيف أمنع مصائب النساء عن روحي
و كيف أردعهن عنها .. 
شوقي و فرحي و غيرتي إذن سيصبحون أيضا نيام .