أنفاسٌ مُتَرمّدة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
احترفت الخوف و الآن أحترف الحياة .. (الكاتـب : ندى يزوغ - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 2 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75386 - )           »          ( ،،،، مَـتْحَـفُ صَـبْـر ،،،، ) (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 2 - )           »          (( الأغاني البشـرية )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          مشارق ؟ (الكاتـب : عبدالرحمن الحربي - مشاركات : 11 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 893 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7521 - )           »          الكُنَّاشَة (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 254 - )           »          محراب الدعاء (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2589 - )           »          اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 2888 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-25-2016, 08:06 PM   #1
مهند حلاوة
( كاتب )

الصورة الرمزية مهند حلاوة

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

مهند حلاوة غير متواجد حاليا

افتراضي أنفاسٌ مُتَرمّدة






مساءٌ رتيبٌ للغايةِ ، مكسوٌ بالهدوءِ المُصطنعِ الذي استوطنَ قَلْبيهُما منذُ أنّ عادا مِنْ عِند الطبيب وَقْد أخبَرهمْ بأنْ لا أملَ لهمْ بالإنجابِ ، هبطَ الليلُ مُبكراً ، وخلدَا إلى فراشهما وكلّ واحدٍ منهما فِي ذهنهِ عَصفٌ هادرٌ مِنَ الكَدّر ، جُثةٌ هامدَّة ٌبِلا حِراك ٍوحِمَمٌ غاضبةٌ تُطلقها أنفاسُهما عَلىَ فَتَراتٍ مُتلاحقةٍ تَتَناثرُ مَا بَين المَاضِي المُرتَجعِ كَشريط مُصوّرٍ كلُ هَمسةٍ فيهِ وقبلةٍ وَ حِينَ عِناق وَبَينَ مُسْتَقبلٍ يُنذرُ بِغيومٍ رَمَادِيةٍ وَحُزنٍ باِلقَلبِ لَنْ يَتَرَمّدْ ، تََتصَلبُ الزَوجة فِي الفِراش وَ قلبُها كَرَمَادٍ فِي مَهبِ الريحِ تَتَلاطمُ فيهِ السُرعَاتِ مِنْ كلّ حَدَبٍ وَصَوبْ ،فَهِي التي عَاهَدتْ زَوجها عَلى السَعَادةِ الأبَدِيّة وَبِلهجةٍ مُتَوَسِلةٍ تَساءَلتْ في نَفْسِها كَيفَ تُصبحُ الأحلامُ رَمَادا !؟ وَنَظَرَت نَحوَ زَوجِها وَهِي تَراه بِقَلبها لا بِعينها ليتهُ ينفعلُ أوْ حَتى يغضبَ فَيَبوحَ بمكنونةِ الغضبِ التي تَحْتَويهِ وَبلِهجةٍ مَائلةٍ للصَمتِ قالت :
-أليسَ مِنَ الأفضلِ أنْ نَنامَ فِي الوَقتِ الذي اعتدّنا فيهِ النوم .
وَبصمتٍ حالكٍ نَظرَ نحو زوجتهِ نظرةً غريبةً انصهرَ فِيها الحزنُ وَالحبُ وَالدمعُ وَالأسى وَبِلسانً يرتعدُ أجابَ بِ لا ، ثُمَّ عاجلَ إجابته المُتَجَمِدة بدعوةٍ صريحةٍ لعدمِ القلقِ وَأزاح بنظره بعيداً عنها مُحاولاً أن يُخفي وَحشّتهُ وَفِي عَقلهِ تتناغمُ حركاتٌ مِنَ الصخبِ .
تَمرَد الخوفُ لدّى الزوجة وباتَ عسيسُ الليلِ والذاكرةِ التي لا تَنامُ تُقلبُها كلّما هدأ أنينها حتى انفجرت بالبكاءِ ، وَها هِي أخيراً أحاسيسُها قد تَمَردَتْ عَلَيها وثارت دُموعٌ هادرةٌ ، تلكَ الدموعُ التي أثارت بزوجها حَكايا الودّ وَالحَنينِ لتَدّفَعَهُ نحو زوجته فيتحسسُ يدَها مُروراً لقلبِها حتى انتهى الأمر بعناقٍ موحش ٍتناثرتْ فيه ذكرياتٌ لا تغيبُ وحزنٌ وألمٌ عتيدٌ ، لكلِ واحدٍ منهما ندبةٌ تُنذرُ عن مستقبلٍ ملؤه الحزن والأسى .
هدأت ثورةُ المشاعرِ لحينِ جولةٍ أخرى ، وَأطلت من جديدٍ شمسُ تشرينَ المُتَقلبةُ ، فإذ بهاتفِ المنزلِ تعلو رَنّاته ِ ، تَناولَ الزوجُ الهاتفَ بهدوء ٍراسخٍ كالقدرِ فإذا بالطبيبِ يُخبرهم بأن هناكَ خطأٌ مطبعيٌ وأنَّ فحوصاتِهم لا شيءَ فيها ..

 

مهند حلاوة غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.