التقيا بعد أيام معدودة ، كانت قد قضتها هي بالشوق والحيرة والخوف . .
فسألته بعد الرشفة الأولى لفنجانها : أصدقني ، هل تحبني أو لا ؟
بعد أن أنزل فنجانه ببطء على الطاولة وهو ينظر لها ، جمع أصابع يديه على فمه
ثم أخذ ينظر لها .
قالت : ألهذه الدرجة ! كان السؤال شديد الصعوبة ؟!!
قال مبتسماً : لا ، طبعا ، لكن هذا السؤال يعتبر سؤالا مصيرياً .
قالت : إذاً اسمعني الجواب !
قال : نعم أنا أُحبك ، ولست أستطيع حُبك !
قالت : أرجوك ، دعنا من فلسفتك المبهمة ، كن معي واضحاً .
قال : نعم ، أنا أُحبك وأخشى أن لا أكون على قدرك من الإنسانية معي !
قالت : لازلت لم أفهم بوضوح !
قال : مررت بتجارب حب مختلفة ، كلها تركت في داخلي جروحا لم تندمل إلى الآن رغم قدمها في داخلي ، فأنا لازلت أتأوه منها لكما ساقتني الذكرى إلى أعتابها ، ولا أريد أن أكرر أي جرح جديد ، لم يعد قلبي أو فكري يحتمل أي جرح جديد ، أنا لا أحتمل ولا أطيق مثل هذه الجروح وإن رأيتني رجلا جلداً .
قالت : هل يعني أن وجودي معك ووجودك معي مجرّد عبث منكِ بحقي ؟!!!
قال بسرعة بصوت عالي : لا . لا تقولي هذا الكلام !
قالت : إذاً ماذا تفسر كلامك الغريب !!
صمت . . ثم استل سيجارة فأشعلها ووضعها بين شفتيه ثم أخذ يشربها بنهم . . .