أبحرت في أشرس الموانئ! الجزء الثالث و الأخير بقلم ندى يزوغ - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
في متاهات الزمن (الكاتـب : فهد ضيف الله البيضاني - مشاركات : 4 - )           »          ليتني،،ليتهم..! (الكاتـب : عثمان الحاج - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 302 - )           »          فنتـــــــــــــــازيـــــــــــا! (الكاتـب : عمرو بن أحمد - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 1315 - )           »          حتى !! (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : رشا عرابي - مشاركات : 46 - )           »          احترفت الخوف و الآن أحترف الحياة .. (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 0 - )           »          الوجه الآخر ل ai بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 4 - )           »          العشق الممنوع! بقلم ندى يزوغ (الكاتـب : ندى يزوغ - مشاركات : 4 - )           »          هل القانون يقيد أم يحرر العدالة؟! (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 1 - )           »          الوعي المفاجئ (الكاتـب : منى آل جار الله - مشاركات : 3 - )           »          الأزهر يحتفي بعبد الإله المالك (الكاتـب : المنبر - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-30-2025, 09:39 AM   #1
ندى يزوغ
( كاتبة )

الصورة الرمزية ندى يزوغ

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2909

ندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعةندى يزوغ لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أبحرت في أشرس الموانئ! الجزء الثالث و الأخير بقلم ندى يزوغ


أخذتُ نفسا عميقا، محاولة أن أستعد لما سيقوله يوسف. !
كان قلبي يدق بسرعة، وكأنني في مواجهة مع مصير غير متوقع. ساد الصمت للحظة، ثم جاء صوته هادئا لكن محملا بثقل الأيام:
"ندى، أنا لم أختفِ من الجامعة فقط، بل اختفيت من حياتي كلها. كنتُ هاربا... ليس فقط من الواقع، بل من شيء أخفته عني عائلتي طيلة حياتي.
اكتشفت أن الرجل الذي كنتُ أظنه والدي لم يكن والدي الحقيقي. أمي أخفت عني هذا السر حتى كبرت، وعندما عرفتُ الحقيقة، شعرت بأنني فقدت جزءا من نفسي."
ابتلعتُ ريقي بصعوبة. لم أكن أتوقع هذا. كنت أظن أن يوسف سيتحدث عن مغامراته، عن أسفاره، عن الكتب التي قرأها، لكن ها هو يكشف لي عن سر قلب كيانه رأسا على عقب.
"لم أستطع تحمل ذلك، ندى. كنت بحاجة إلى الهروب، إلى البحث عن شيء يثبت لي من أنا. سافرت إلى أماكن لا يعرفني فيها أحد، عشت بأسماء مختلفة، اختبرت الحياة بكل جنونها، لكني لم أجد الجواب. !
كنت كلما اقتربت من الحقيقة، شعرتُ أنني أبتعد أكثر."
تنهد، وكأنه يستجمع شجاعته ليكمل:
"ندى، أنا لم أعد نفس الشخص الذي كنتِ تعرفينه. تغيرتُ كثيرًا. لكن هناك شيء لم يتغير... وهو إحساسي تجاهك. كنتِ دائمًا الصوت الذي يرافقني في وحدتي، وكنتُ أتمنى لو أنني شاركتك كل ما مررت به."
شعرتُ بصدري يضيق. هذه المكالمة تأخذ منحى لم أكن مستعدة له.
نظرتُ حولي، وجدتُني لا زلت واقفة وسط ساحة الفنا، لكنني شعرتُ وكأنني في عالم آخر. كيف يمكن لمكالمة واحدة أن تعيد إليّ كل هذه الذكريات والمشاعر المدفونة؟
لكن قبل أن أستطيع قول شيء، جاء صوت يوسف مجددا، هذه المرة كان صوته مختلفًا، وكأنه يواجه الحقيقة التي هرب منها طويلًا:
"ندى، أنا عدتُ الآن. وأريد أن أعرف... هل لا يزال لي مكان في حياتك؟"
تجمدتُ في مكاني. السؤال كان بسيطًا، لكنه يحمل ثقلا رهيبا. كنتُ أعلم أن الإجابة عليه تعني فتح أبواب الماضي، تعني مواجهة كل شيء دفنته لسنوات.
مرّت ثوانٍ من الصمت، شعرت فيها أنني أواجه نفسي أكثر من مواجهتي ليوسف. وأخيرا، ابتسمت، رغم أن قلبي كان مضطربا، وقلتُ بهدوء:
"يوسف، أنا أيضا تغيّرت. ربما لسنا الشخصين اللذين كنا عليهما في الجامعة، وربما بعض الأبواب التي تُغلق لا يجب أن تُفتح مجددًا. لكنني سعيدة لأنك وجدتَ طريقك... حتى وإن لم يكن طريقنا واحدًا بعد الآن."
ساد الصمت، ثم جاءني صوته هذه المرة بنبرة مختلفة، مزيج من الخيبة والراحة:
"كنتُ أعلم أن إجابتك ستكون ناضجة كما عهدتكِ دائمًا. شكرًا، ندى، لأنك كنت جزءا من رحلتي، حتى ولو انتهت محطتنا هنا."
أغلقتُ الهاتف وأنا أشعر بغرابة. !
كأنني ودعت جزءا من نفسي، لكنني لم أشعر بالحزن. على العكس، شعرتُ بأنني متحررة تماما من الماضي..
في ذلك المساء، جلستُ في شرفة رياض مغربي قديم في مراكش، وبدأتُ أكتب.
لأول مرة منذ مدة طويلة، لم تكن الكتابة مجرد محاولة للهرب، بل كانت إعلانا صادقا لبداية جديدة.
انتهى..

 

ندى يزوغ غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبحرت في أشرس الموانئ! الجزء الثاني ..بقلم ندى يزوغ ندى يزوغ أبعاد القصة والرواية 0 01-29-2025 12:57 PM
أبحرت في أشرس الموانئ! بقلم ندى يزوغ ندى يزوغ أبعاد القصة والرواية 0 01-28-2025 07:15 PM
التماثل و الظلال - الجزء الثالت و الأخير طارق احمد أبعاد النقد 0 03-29-2021 09:03 AM
القِناع ؛ في الجزء الثالث عشر ... ( المقْصلة ) حنان العصيمي أبعاد العام 57 02-10-2020 11:57 AM


الساعة الآن 10:57 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.